سيدي..أنا لا أفهم شيئا مما تقول...وبالأساس لا يعنيني ما إسم ما يحدث: موجة ثوريّة...انقلاب عسكري على الشرعية...شقلباظ ديموقراطي...بيض بالبسطرمه
CALL IT WHATEVER!
مايعنيني يا مولانا أنّه حدث...وعلينا جميعا أن نبدأ في التصرف بمعطيات الواقع...فنحن جميعا في صراع من أجل البقاء...وعليك أن تعي تماما أن كل شيء يتغير: للأفضل أو الأسوأ...ولك في جسدك أبسط مثال...مافيش حاجة بتفضل على حالها
سيدي انا مصممة جرافيك...من هواياتي القراءة والكتابة والكروشيه والتطريز...أحب الفقراء والجياع ولا أفهم شيء عن الاقتصاد...أؤمن بحق الجميع في الحياة الكريمة ولا أفقه شيئا عن مواثيق حقوق الإنسان...صدّقني أنا لا أفهم كثيرا من المصطلحات والمسمّيات...فمفردات الحياة اليومية أبسط من ذلك بكثير: حرّ...برد...حب...كره...بضان...ضحك...سعادة...جوع...فقر...شبع...امتلاء...زحام...ميكروباص...في...مافيش...كان في وخلص...طيب...ابن وسخه...حرامي...عرص...تعذيب...خائن...جدع...عدو...صديق
يصيح الإخوانيون في وجهي لماذا لا أدافع عن الشرعيّة...ويحتفل الناس في الشوارع بسقوط مرسي قبل أن يسقط بأسبوع...ويخبرني الفلول أنهم رفاقنا في الثورة...أقرر أن ابتهج لساعتين فقد منّ الله علينا بفرصة ثانية لتصحيح الأخطاء وهذا شيء نادر الحدوث...وأبكي لأنني أعرف أن كل شيء وله ثمن ولأن فرصة عظيمة كهذه لابد وأن يكون ثمنها غاليا: الكثير من الدماء
عزيزي الإخواني: ظللت تهددني لعامين بأن "الارهابيين كلّهم صحابنا ولو ماسكتّوش هنجيبهم يفشخوكوا بالشريعة"...فأبتسم في هدوء...وأضرب كفّا على كف متعجبة من رغبتك العنيفه في الفناء...نحن قوم نحب الحياة وإن أنت هددت أسباب الحياة فستجد من يتطوع للقضاء عليك...ولكنّك لم تفهم...واليوم أنت تبذل قصارى جهد لكي تهلك...أظن أنه من الأفضل أن تفكّر في الانتحار بدلا من أن تدفع الشعب لقتلك...فهذا ليس في مصلحة أحد...للأسف..أنت لا تفكّر في أحد...ولن تعبأ بملء موازين الآخرين بإثم دمك...عزيزي: أنت شريك لقاتلك في إثم قتلك...ألا تؤمن بالبعث؟ دعني أردد مقولتك: الله يفصل بيننا يوم القيامة. أما أنا...فلن أقتل أحد..فافعل ما شئت
رفاق الثورة الجدد...مرحبا بكم...أتفهّم تماما رغبتكم الهائلة في الانتقام...وأعلم أنكم للأسف ستنتقمون...أذكّركم فقط بأنكم إن ساهمتم في إراقة الدماء ستدفعون الثمن لعنة تأكلكم...وتأكلنا معكم: السائرون على الدرب إلى جواركم ولا نكاد نبين أو يسمع لنا صوتا. فلتعلموا أنكم ساهمتم في فعل عظيم...فلا تلوثوه بدماء أحد...ولو من باب الحفاظ على المظهر...وتذكّروا: لا تنظفوا الشوارع أو تلونوا الأرصفة فهذا دور الحكومة الّتي لا نعرفها حتي الآن
أنا لا أثق إلا في رفاق السحل في الشوارع...ولن أعتمد ذراع من كان يقف في مواجهتي بالأمس لمجرّد أنه يقف اليوم إلى جواري لنيل مأربه...فكلينا يعرف أنه لن يصل لمأربه إلا على جثّتي (حرفا وليس مجازا)...فأنا العثرة في طريقه الّتي يجب أن يزيحها لكي يمض قدما في طريقه...أعلم تماما أن مهمّتي هذه الجولة ستكون أصعب...فقبل أن أقضي على الذئب ينبغي أن أخلع عنه أولا ثوب الجدّة الطيّبة...وهذه هي الخطوة الأصعب..يجب أن تظل ملتقصا بجريمتك لكي تحاسب عليها لا أن تنسبها لذئب آخر...ويجب أن يظلّ كل في موقعه: الجيش بعيدا عن الحكم المباشر...الثوار في المقدّمه...الفسدة في السجون...ورموز الفلول في الخلفيّة
باختصار: رغبتي في المضي قدما نحو الحق مضاعفة...وليس لي مأرب شخصي...الأمور أمامي شديدة الوضوح...لا أنوي التخلّي عن مبادئي الأخلاقية...ولذلك فأنا العدو الأشرس للجميع..وأنا لست فرد...أنا مجموعة من الخلق لا تعرفهم ولكنّهم يعرفونكم جميعا ويمكنهم تمييز الخبيث من الطيّب
1 comment:
Thanks
Post a Comment