الأشكال اللي صمدت ووصلت لنا من أشكال الغنا الشعبي القديم هم الموال زي مواويل محمد طه...والقصص المرويه بشكل غنائي زي أيوب ونعسه (ودي برده بتبتدي بموال...والقصص المرويه المتداخله مع فواصل غنائية زي بتوع الموالد كده الشيخ أحمد مجاهد والعالم دي والتواشيح والمديح والغناء الديني زي الشيخ أحمد التوني...أما بقى القوالب القديمه من الغنا بتاع الطبقات الأعلى شويه اللي وصلنا منهم الطقاطيق والاسكتشات والمونولوجات والأغاني الطويله...ممكن يكون في اشكال تانيه وصلت غير الحاجات دي بس دول اللي وصلولي أنا على الأقل
لو بصينا على تطور الخطين الغنائيين الشعبي واللي مش شعبي هنلاقي الاتنين كلوا نفسهم...لحد ما الشعبي بقى الشكلين اللي بيقدمهم عدويه ومتقال ومعاهم الشكل التالت بتاع التواشيح والمديح...والغنا بتاع الحضر بقى كله شكل واحد اللي هي الأغنيه الطويله أو القصيره...الاسكتشات (ماهياش قالب غنائي بس كانت مرتبطه بالمونولوجات الغنائية) والمونولوجات انفصلت لوحدها (حماده سلطان) وبعدين ماتت..كان زمان الاسكتشات والمونولوجات معتمده على الشكل الغنائي الموجود عشان كانوا بيعارضوهم بأغاني (زي ثلاثي أضواء المسرح مثلا قلّبوا ألحان من أم كلثوم واسماعيل يس قلّب ألحان من عبد الحليم وعملوا عليهم أغاني موازيه)..لحد ما بعد كده انفصل اللون ده وبقي حماده سلطان: فواصل غنائية قصيره وشويه نكت وخلاص على كده
الغنا الشعبي فضل محافظ على التنوع الضيق ده لفتره طويله وبعدين بدأ يطور نفسه تاني فطلعلنا منه شكل تجاري (حكيم/ حسن الأسمر/ سعد الصغير...إلخ) اللي هو عباره عن غنا شعبي بس بشكل الأغنيه الحديثه القصيره وتقلص فيها دور الموال لحد ماختفى الموال منها تماما وبقت مجرد أغاني حديثه بس كلامها بيتصنف عند سكان الحضر بإنه شعبي وخلاص على كده...والأغنيه بقى منظرها زي مااحنا شايفين كده دلوقت: كله زي بعضه ومابقاش ليها غير شكل واحد: قصيره وتقرف الكلب الأعور الحزين زي تامر حسني كده...او ممكن تعدي شويه زي عمرو دياب...لكن الغنا الشعبي طور نفسه تاني وبقى واضح جدا ان اي مطرب شعبي بيتحول لتجاري بيفقد أصالته كمطرب شعبي وبيحول لمغني أغاني حديثه ذات مسحه شعبيه...بعد ما ظهر الشكل الشعبي ده زبّل جدا وبقى واقع برده زي الأغنيه الحديثه ماهي واقعه كده...لكن فضل الغنا الشعبي مستمر في التطور في اطار الأشكال القديمه اللي قدرت تطور نفسها وتستمر: الأغنيه والموال سوا كانوا سوى ولا منفصلين...رمضان البرنس وعلي صالحين من الأمثله المهمه كانوا بيقدموا مواويل في بدايات الأغاني..وابتدي كمان اشكال قديمه تستعيد نفسها بمظهر جديد زي القصص اللي كان بيحكيها محمد طه...رجعت دلوقت بشكل حديث زي العبد والشيطان كده..والمونولوجات اللي هي عباره عن أغاني من واقع الحياة بتتغنى بلسان الحال رجعت دلوقت بشكل شعبي صرف منفصله عن الطابع الحضري بتاع زمان..رجعت دلوقت في تلت هيئات مختلفه: الأغنيه الشعبيه (أنا شارب سيجاره بني)...المولد (مولد الحكاكه)...وأخيرا المهرجانات
المهرجانات طفره فعليه في عالم الغناء المصري سوا شعبي ولا مش شعبي لأنها بتجمع بين منطق المونولوج (النقد الذاتي والمجتمعي) والاسكيتش (معارضه حاجات موجوده) زي مهرجان شيخ قفاعه ومهرجان خريستو..واحتفظت المهرجانات بالتحيات بتاعة الأفراح (زي ماكان بيعمل عدويه)..وكل ده في اطار أداء غنا شعبي بآلاته القليله المعتمده على الإيقاع..وولاد اللعيبه دخلوا فيه حاجة حديثه غربيه اللي هي الأداء بتاع التكنو واحتفظوا بالأورج اللي دخوله اساسا عالم الغنا الشعبي كان بدل الأكورديون في مرحلة من مراحل التطور في الأغنيه الشعبيه..وابتدوا يعملوا معارضات بينهم وبين بعض..وبقى في منافسه مابين المطريه وعين شمس والدخيله وبيخش مناطق تانيه طول الوقت
مستمعه جدا بالمهرجانات ومستنيه أشوف هتطور لحد فين..قدروا يطوروا شكل المهرجان في أقل من ٤ سنين من مجرد اضافه بعض التعديلات الايقاعيه على المولد عشان ينفع يتغنى في فرح يرقص الناس لقالب مستقل بذاته اسمه المهرجان..وأتمنى فعلا إنها ماتتحولش لقالب تجاري استهلاكي هي كمان
No comments:
Post a Comment