البوست السنوي بس متأخر شوية

السنه اللي فاتت قبل عيد ميلادي بشهر تقريبا زي كل سنه عيدت حساباتي مع نفسي ومع الحياه...وسيبت للناس فرصه انها تعيد توصيف مكاناتهم في حياتي بالشكل اللي يختاروه...الثوره ساعدت في حسم علاقات كتير في حياتي...قربت ناس بعيده...وبعدت ناس قريبه وخلت شكل علاقتي بناس كتير مريح أكثر

دلوقت قبل اكتمال عامي الأول بعد الثلاثين أشعر بسعاده مفرطه لكون في ناس بعينهم لسه في نفس أماكنهم في حياتي ولسه حاطيني في نفس المكان في حياتهم...وسعادتي بده توازي سعادتي بالناس اللي قررت تحط نفسها في مكان أعلي في حياتي...وتوازي سعادتي بالناس اللي قررت تحطني في مكان ابعد في حياتهم...ويوازي سعادتي باكتشافي ان درجة اتساقي مع ذاتي اللي كنت بفترضها ثبتلي بالدليل انها حقيقيه مش مجرد ادعاءات وهمية عن نفسي

دلوقت وانا ببص على السنه اللي فاتت أقدر أقول اني بني آدمه سعيده...ومحظوظه...وبالرغم من انغماسي في الأمور العامه لسنه كامله لدرجة كنت فاكره اني نسيت فيها ذاتي تماما إلا إني دلوقت قادره استوعب تطورات كتير على المستوي الشخصي حصلت في نفس السنه دي...أولها اني ابتديت استعيد اهتمامي بحاجات كنت يأست من إني ممكن أعملها...أو بمعني أدق: استعدت الرغبة في عملها بعد ماكنت حولتها لمجرد أمنيات مش مهم تتعمل وان بهجة تمني عملها كفايه

أول الحاجات دي الأراجوز..الأراجوز او البلياتشو من الحاجات اللي كنت طول عمري بشوف نفسي فيها جدا...بس عمري ما سعيت اعملها لأني ماكنت عايزه اتحول لمجرد حد بيقول نكت وبيقفّي والسلام...وده كان هيبقي مآل الأراجوز قبل الثوره...دلوقت...بعد الثوره...بقى عندي اسباب قويه اني اعمل عروض أراجوز...وعملتها...والحمد لله ما فشلتش...وبحاول أطورها...والناس متقبلين جدا فكره اني بجرب معاهم وبستكشف امكانيات التطوير واتجاهاته...وناس كتير ادوني انتقادات واضحة بدون تجريح وبعيدا عن المجاملة...ودي من الحاجات اللي اسعدتني...اني اكتشفت ان في عندي ناس في حياتي...مش صحابي اوي...وبيعملوا كده...اكتشافي للناس دي ودخول نسبه كبيره منهم في حياتي السنه اللي فاتت من أحد اسباب سعادتي...لأن دي نوعية البشر المفضله بالنسبالي اللي بعرف اتأقلم معاها...بيشجعوني على الكويس...وبيوضحولي الغلط اللي بعمله...وبيدوني بدايل = مش بيجاملوا والسلام ولا بينتقدوا والسلام...باختصار: ناس واضحة بتتعامل بمحبة وبدون نفاق

بحمد ربنا على حاجات كتير اكتشفتها وحاجات كتير حصلتلي في السنه دي...بحمد ربنا ان لسه الناس القريبين مني بالرغم من اني مابقيتش اشوفهم كتير لسه ماحدش فيهم لما بيشوفني حتى ولو صدفه بيسألني: إزيك...زي عابرين السبيل...ولسه لما بيلاقوني متضايقه مابيسألونيش: مالك...زي الأغراب...لأنهم صحابي...ولسه حاطيني في مكانه قريبه من قلوبهم...لما بيشوفوني بيقابلوني ببهجة الشوق وبيسألوني: فينك! بقالي مده ما شوفتكيش من ساعه ما كان بيحصلك كذا وكذا...عملتي ايه في الموضوع الفلاني؟ وحصل ايه من ساعتها؟........سيل من الأسئلة...يعقبه سيل من أسئلتي...وإجابات متبادله...ولسه برده لما بيكون عندهم وقت بيكلموني يقولولي: بقالنا مده ما عملناش كذا سوى...فاضيه إمتى؟...ولسه لما بيلاقوني متضايقه ما بيسألونيش أسخف سؤال في الكون: مالك؟...بيسألوني: انتي كويسه؟؟...لو قلتلهم آه أو لأ أو مش عارفه...في كل الأحوال بيكون اهتمامهم بان الحاله اللي انا فيها تتغير لحاله أفضل أكبر من فضولهم انهم يعرفوا في إيه...ولأنهم عارفين كويس اني لو متضايقه بقولهم من قبل ما يسألوني بيكونوا فاهمين كويس اني لو باين عليا الضيق ومش بحكي أسباب ضيقي اني بكون مش عارفه مالي فبيحاولوا يساعدوني افهم انا متغيره ليه...وعاده بينجحوا في ده في أقل من ربعه ساعه وبعود لطبيعتي في التهريج والهلس في اقل من نص ساعه...الناس دي انا مش معاهم دلوقت طول الوقت زي زمان...بس لسه ماخلعونيش من حياتهم...ولسه لما بنتقابل بنكمل كلام قديم كأننا لسه قايلينه امبارح...ولسه بنحب بعض...وبنحترم بعض
...الناس دول بالنسبالي أكبر دليل على إن المسافات عمرها ما بتقتل الود اللي ربنا زرعه في القلوب وكبرته العشره

في السنه دي اتعلمت اني اطلب المساعده لما احتاجها مش لما ابقى وشي في الحيط وقفايا في الطلّ...دي حاجة عمري ماكنت بعرف اعملها...طول عمري كنت اقع في الحفره واعافر واطلع لوحدي وكان مفهومي عن طلب المساعده زمان اني وانا يفلفص ممكن أفضفض مع صحابي..دلوقت اتعلمت انو مش ضروري أصلا أقع في الحفرة...واني لما الاقي الحفره قدامي وهقع فيها لا محيص ممكن أطلب من حد يساعدني ماقعش..ولو وقعت ممكن أطلب من حد يمد إيده يشدني...مش لازم أعافر لوحدي

الواحد ما بيكتشفت تصوراته عن نفسه حقيقه ولا خيال غير لما بيتعرض للتجربة اللي تكشفله الحته دي من ذاته...من الحاجات اللي اكتشفتها في السنه دي عن نفسي...طلعت حقيقه مش مجرد تخيل عن ذاتي...اني فعلا مش بحب الشهرة..وإني ماعنديش استعداد أكون نجمة لامعة في سماء الأي كلام

أما بالنسبه للسنه اللي بدأت دلوقت خلاص دي فانا ماعنديش ليها أي خطط من أي نوع...هسيبها كده مفتوحة لكل الاحتمالات...وهتصرف باللي يقع في حجري نظرا لأن المتغيرات بقت كتير ومش ثابتالها على حال

السنه اللي فاتت تستحق لقب أعظم سنين عمري على الإطلاق بالرغم من مرارة الفقد...وقسوة التجارب..إلا مباهجها فاتنه...بيكفيني الناس اللي عرفتها في السنه دي وبعتبرهم مكاسب حقيقيه في حياتي