وانا رايحة الشغل امبارح جه في بالي جمله كانت بتتقال من فترهوكانت بتضحكني جدا: دول عايزين يسقطوا الدوله!...كانت بتتقال بصيغه استنكارية كما لو أنها جريمة الجرائم...لو بصينا للأمر ببساطه كده حتى بدون مراجعة المعجم هنلاقي ان موضوع انهيار الدوله دا مش حاجة شريره على الإطلاق...ونلاقي انه أمر طبيعي جدا...مش كلنا خدنا تاريخ في الإعدادية والحمد لله؟ مانفتكر كده شويه مثلا الأسر الفرعونية....كان عندنا كام اسره فرعونية؟ خمناشر أسرة...كل أسرة منهم ليها مميزاتها وعيبوها...بتبدأ قوية...وبتثبت فتره...بعدين تبدأ تضعف...لما كنا بنذاكر تاريخ في الإعداديه...يقعدوا يصدعونا بتاريخ كل أسره لحد اما نقعد نقول يا ربي هو فين عصر الانحدار والتحلل بتاع الأسرة دي...صفحتين كمان وتلاقيه جه والأسرة وقعت وتيجي الأسرة اللي بعدها وهكذا دواليك...وكذلك الأمر في كل حاجة درسناها في التاريخ....التاريخ بيقولنا ان كل نظام حكم بعد فتره طالت أو قصرت بيسقط...بثوره أو تلقائيا...بيسقط...ان كانت دامت لغيرك مكانتش جاتلك!
بعد الأسر الفرعونية درسنا إيه؟ درسنا دول....دول بتقوم وبعدين بتقع...الفرق بين الأسر الفرعونيه والدول اللي بعديها...ان الأر الفرعونيه أب فرعون إله وبعديه إبنه وبعديه إبنه أو أخوه....والدول اللي بعد كده مكانش بالضروره الحاكم بيمسك دايما بعده ابنه او أخوه....لكن أي حد من نفس الفكر بتاع الدوله...هي هياها...الفراعنه بس اتسموا أسر عشان علاقه النسب مابين الحكام...اللي بعد كده اتسموا دول عشان مكانش دايما في علاقه نسب بين الحكام...أو يمكن كان في...بس قشطه...الفرق مش جوهري...تطورات العصر غيرت المفردات يمكن...لكن لو بصينا هنلاقي الجوهر واحد...سمات مشتركه...نظام للحكم ليه شكل وخصايص واللي بعديه بيكمل على اللي قبليه...الإمبراطورية الرومانية سقطت...والدول الإسلامية سقطت...أكتر من دولة إسلامية سقطت...بس كانت بتتسمى خلافة...برده فرق لغوي مش فرق جوهري...الدوله الفاطمية...والدولة العباسية..والدولة الأموية....سموهم خلافات براحتكوا...بس المحصلة ان المفهوم واحد: أسرة فرعونية...إمبراطورية ممتدة...خلافة...دولة....كلهم نفس الحاجة والفرق التسمية
من أكتر الحاجات اللي بتبين الفروق بين كل نظام حكم والتاني الفن والأدب والعمارة والعلم...زي ما درسنا في التاريخ برده...ودرسناه في حاجات تانيه كتير غير مادة التاريخ نفسها....إحنا مش كلنا أخدنا أد في العربي في ثانوي؟ فاكرين بقى خصائص الأدب العربي كان متقسم عصور برده بالتوازي مع الخلافات...العصر العباسي والعصر الفاطمي...إلخ...وبرده كان بيبان فيهم جدا قوتهم وضعفهم بقوه وضعف الدوله...اللي بان بالنسبالي واضح جدا ان كل ما الدوله بتضعف بيزداد بطشها بالشعب وقمعها للأدباء والفنانين فبيضعف الفن والأدب مع ضعف الدولة داخليا بالرغم من شدة القمع...بس القمع عادة دليل على ضعف الدولة مش العكس...دا اللي انا استشفيته من التاريخ...يمكن يكون غلط...بس دي ملحوظتي الشخصية
لو جينا بصينا لآخر تغير في نظام الحكم كان التحول من الملكيه للحكم الجمهوري بشقلباظ عسكري ادى للملك كتف قانوني نطره بره...انهيار الملكية وبدء نشوء الدولة العسكرية...لو جينا بصينا هنلاقي في الأول كان في أفلام سيما ياما...فؤاد المهندس وشويكار ومدبولي وتوفيق الدقن ونجيب محفوظ وأمل دنقل ونجيب سرور وبليغ حمدي وعبد الحليم وأم كلثوم ورياص السنباطي وأحمد رامي وكامل الشناوي....إلخ...لحد اما نوصل لجمود يصل لحد التصلب في التمانينات...وده باين واضح جدا في الشعر التمانيناتي الرتيب...والجمود الفني والأدبي...إلى أن يصل بنا إلى تامر حسني ونجلا والحصان وأغاني قمصان النوم..وعن السينيما والأدب فحدث ولا حرج...أما بقى لو بصينا على المعمار من ساعة ما مسك عبد الناصر لحد النهاردة هيبان لينا واضح أوي الصبغة العسكرية...حيث إن كل حاجة بقت شبه القوشلاق...كل حاجة بسور...شوفوا كده مباني الدولة كلها...وأقصد بالتحديد مباني مؤسسات الدولة متسورة بشكل غير مفهوم مقارنة بدول العالم الأخرى..بيتم التعامل مع مباني مؤسسات الدولة على إنها أماكن أسلحة استراتيجية لازم تكون بسور زي مخازن السلاح أو المناطق العسكرية...ولو بصينا على جماليات العمارة الداخلية...فمعظمها مالوش أصلا أي جماليات من أي نوع...واللي متزخرف منها يتضح فيه فساد الذوق بشكل مقزز...أما بقى لو بصينا على المدارس فيا داهية دقي! شبابيك صغيره وضيقة....وبالذات المدارس في آخر عشر سنين...البوابات صغيره...الحيطان رمادي...التشجير يكاد يكون معدوم...وبتكلم عن مدارس الحكومة بشكل خاص عشان دي اللي تابعة للدولة..والشوارع في المدن الجديدة اللي اشرفت علي بنائها الدولة ضيقة جدا...وافتكروا تعليق حسني -الله يدعقة- على المنطقة السكنية بجنوب الوادي...والمباني السكنية اللي عملتها الدولة برده قبيحة جدا....شبه الثكنات العكريه...يمكن فيها ابيض وبمبى من بره عشان الصبغة المدنية...لكن في المجمل هي عباره عن مكعبات ومستطيلات...أفقر الأشكال الهندسية في الجماليات اتعملت في آخر عشر سنين
وبنظرة سريعة كده علي كل اللي فات من التاريخ...والحبة بتوع حكم العسكر...هنكتشف ببساطه إن حكم حسني كان هو عصر التحلل والاضمحلال لدولة الحكم العسكري اللي أسسها عبد الناصر ورسخها السادات وماتت على إيدين حسني...فعليا نظام الحكم القائم مات...بس لسه مسنود كده زي سيدنا سليمان ما فضل مسنود على عصايته بعد وفاته...أول ما العصايه اتاكلت سيدنا النبي وقع واكتشفوا انه مات...وإحنا دلوقت مقسومين لتلت فئات...فئة عارفه انه مات وبتقول وماحدش مصدقها لأنهم شايفينه لسه مسنود عالعصايه...وفئة مصدقة جدا انه عايش وخايفه تغضبه زي الجن ماكانوا خايفين من جثة سيدنا سليمان وهو مسنود علي العصاية بعد وفاته...وفئة تالته عمال تنخر في العصاية اللي مسنود عليها الجسد الميت
إن عاجلا أو آجلا الجته الميته هتقع من علي العصاية والكل هيعرف...وده اللي بيخليني دايما أحاول ألفت إنتباه اللي حواليا ان :يسقط يسقط حكم العسكر...فيها فعل مضارع يفيد الإستمرار وهو فعل: يسقط...حكم العسكر مات...بس لسه بيتزحلق من على العصاية...دلوقت حاجة من الإتنين: يا إما الفئة اللي بتنخر في العصايه هتفضل تنخر لحد أما يقع...يا إما هيجي حد يشيل الجته ويدفنها ويقعد مكانها...وده اللي كانت هتعمله أي قيادة للثورة...بس إحنا ربنا مارزقناش بقيادة للثورة...وأنا شخصيا شايفه دي ميزة...الجن ماحدش عرف يسيطر عليهم تاني بعد سيدنا سليمان...عليه السلام :)
وفعلا لا يعنيني تشاؤم المتشائمين...ولا تعنيني كل التحليلات السياسية المختلفة...حكم الزمن أقوى من كل ده...التاريخ بيقول كده...دوام الحال من المحال...وانا مش فاكره أي دوله قامت في البلد دي وانهارت وعرفت تقوم تاني...وقريبا هنتحول من يسقط يسقط حكم العسكر إلى بح بح حكم العسكر
No comments:
Post a Comment