22 Apr 2006

محاولات فاشلة للاستسلام للحزن

وحدك.. تمدد فى يأس وحملق فى سقف الحجرة فى سكون حتى تصبح ملامح وجهك ساكنة وتتسطح قسماتك تماما فتصبح مرآة لسقف حجرتك فتعكس لونه الحائل و تآكله العتيق... وانتظر حتى يسقط عليك اوينتهى حزنك
--------------------------------
وحدك... اجلس القرفصاء واحضن ساقيك بشدة فانت حزين وتشعر بالوحدة... ادفن رأسك فى الفراغ بين ذراعيك وساقيك المضموتين الى صدرك.. اترك احبال الاحزان تلتف حولك حتى تصنع شرنقة.. فربما يوما يلدك حزنك انسانا او وَحشاً...
--------------------------------
وحدك.. انفرد بكرسى فى ركن ما فى احدى البلكونات .. مِل بكرسيك إلى الخلف حتى يستند الى الحائط وارفع ساقيك الى السور، واعلم انه ليس ثمة شىء اخر تستند اليه سوى الحوائط.. بعض الحوائط.. واعلم انها حتما -يوم ما- ستضيق بك ذرعا هى الاخرى.. ثم الى السماء انظر وانتبه، وانتظر هبوط ملاك.. او نَيزَك.. او سفينة فضائية يهبط منها كائنت عدائية تنهى عذاباتك بشراستها
--------------------------------
وحدك... اجلس محنى القامة مقوس الكتفين وذراعاك متدليان الى جوارك وافتح فمك كالأبله ... وانتظر ان تحن عليك الجوارح -التى لا تعيش بأى مكان قريب- وتنهشك حيا
--------------------------------
او ربما تسترخى على احد الكراسى تستمع الى بعض المقطوعات الموسيقية التى تقودك ببطء الى الجنون.. او تتجه الى بعض الاماكن المزدحمة بوجوه لا تعرفها حتى تشعر اكثر بالوحدة.. او قد لا تفعل شيئا وتظل متجهما وتتعمق فى التفكير وتستدعى كل ذكرياتك الحزينه حتى تصاب بلوثة عقلية.. او ذبحة صدرية.. او تظل تتحسر لأن شيئا من ذلك لم يصيبك وان حياتك لم تنتهى بعد... وربما تفكر فى ان تنهيها.. او ربما تهاتف احدهم وتظل صامتا تستمع الى انفاسه ودقات قلبك حتى تخفف من شعورك بالوحدة.. او ربما تفتح حاسوبك وتتحدث الى بعض اصدقئك عبر الماسنجر لتشعر اكثر بألم المسافات وبأنك وحيدا جدا... وربما تكتب بعض الكلمات اليائسة.. او تبحث عن اشخاص كتبوا كلمات اكثر يأسا فقط لتشعر بانك لست اسوأ حالا من غيرك.. ولكنك تعلم تماما ان لاشىء يفيد.. وان حياتك لن تنتهى.. وانك مضطر ان تستمر هكذا.. بحزنك او بدونه.. ستظل تتنفس وسيظل قلبك الملعون فى ضخ حزنك الى اعضاء جسدك كالسم ولكنك لن تموت.. فهو سم بطىء المفعول يقتلك دون ان يقتلك

No comments: