أعلى حاجتين في مثلث ماسلو للاحتياجات الإنسانيه هم تحقيق الذات والقبول الاجتماعي...تحقيق الذات يعني انّك تبقى راضي عن نفسك/ مقدّر نفسك...ودي حاجة عشان توصلّها لازم تبقي عارف مميزاتك وعيوبك وعارف انت عاوز ايه ووصلتله او بتسعى في سبيل ذلك...غياب تحقيق الذات دا تقريبا السبب وري معظم حالات نفسنة البشر تجاه الناس اللي محققين ذواتهم
القبول الاجتماعي ان انت والناس في محيطاتك الاجتماعيه تبقوا قابلين الاختلافات مابينكم...أو تكون الاختلافات مابينكم أصلا ضيّقه مش كتيره...فماتبقاش انت حاسس وسط الناس انّك ليمونه في بلد قرفانه...ولا يبقوا همّ حاسين إنّك طفره جينيّه في تاريخ البشرية...فلو الاختلافات بينكم مش كتيره وانت والناس دي بتقبلوا الاختلافات الموجودة بيتحقق القبول الاجتماعي...ولو الاختلافات بينكم كتيره وفي مساحة مرونه لتعلّم حاجات تقلّصوا بيها الاختلافات وقدره على قبول الاختلافات اللي مابتعرفوش تغيّروها بيتحقق برده القبول الاجتماعي بشويّة مجهود...
أبويا مره كان عنده ناس وبيتناقشوا في حاجات تخص العربيات والسرعه وكده...فلاحظت ان ابويا بيقول كتير "لامؤاخذه" كذا ولامؤاخذه مش عارف ايه....وبابا مش من الناس اللي بتتكلّم كده اصلا...فبعد الناس ما مشيت سألته هو ليه كان بيقول كده؟ فقالي عشان الناس دي بتتكلّم كده فبتكلّم زيّهم عشان ما يحسّوش انّي مختلف عنهم...ودار بينّا نقاش طويل عريض كان مفاده جمله قالهالي
You live with Romans you do as Romans do
ودي من الجمل اللي نفعتني جدّا في تقليص الاختلافات بيني وبين البشر اللي بقابلهم...لما تقعد وسط ناس عيش عيشتهم فيما لا يتعارض مع مبادئك وأخلاقيّاتك أدام ما بتحللش حرام ولا بترتكب جريمة
الاطفال الصغيرين شغلهم الشاغل في الحياة انّهم يستكشفوا كل حاجة بما فيه انفسهم وقدراتهم....وفي مرحلة اكتشاف القدرات دي بيهرهوا اهاليهم "ماما بوثّي انا عملت إيه؟" وطبعا اهاليهم (المفروض يعني) بيشجّعوهم لمّا بيعملوا حاجة كويسه ولو حاجة مضره بيفهموهم...في السن ده امّي مثلا جابتلي الوان وكتب رسم زي ما عملت مع اخواتي ومالقوش نفسهم في الرسم...انا بقي شبطت ورشقت في الرسم والتلوين والقصقصه وحاجات كتير يدويه وكانت امي بتشجّعني وتشلّي ورق النتيجة بعد ما يتقطع عشان اسم عليه (وانا اصلا بشخبط اي خره بس عادي افرح بنفسي وانبسط وكده وماما بوثي تقول الله جمييييييييل :D نصب مشروع هيهيهي)....أمّي وانا عندي عشر سنين شارت عليها اخش فنون تطبيقيه لما اكبر...قعدت بقي ابحث واتطقّس لحد ما اكتشفت اني في فنون تطبيقيه دي همارس هواياتي واتخرج اشتغل بيها واقبض عليها فلوس...ودا اللي حصل فعلا لمّا كبرت وكنت سعيده بشغلي...اينعم كان عندي طول الوقت مشاكل مع البشر اللي بشتغل معاهم بس الشغل نفسه كان بيسعدني جدّا
في السن ده الإنسان بيعرف عدد لا بأس بيه من مميزاته...وبعد دخول المدرسه والاحتكاك بالآخرين بيبتدي يدرك وجود الإختلافات بين البشر....زي مثلا ان في ناس بتكتب بإيدها الشمال مش بيكتبوا زيّه بإيدهم اليمين....وفي ناس تانيه بتلبس نضاره...مش كل الناس أكلتهم المفضله هي نفس أكلته المفضله...لو الطفل ادرك ان كل واحد عنده مميزات غير التاني واتعلّم يقبل حقيقة ان بقيه الاطفال مش نسخه بالكربون منّه حياته في المدرسه هتبقي لطيفه...إلّا إذا كان هو الوحيد في الفصل اللي أشول أو هو الوحيد في الفصل اللي قصيّر...او هو الوحيد اللي في الفصل بيلبس نضّاره....إلخ. عادة بيبقى في مجموعه من الاطفال لا يقبلوا الاختلاف هيطلّعوا عين أهله
معايره الاطفال لبعض بالاختلافات اللي بينهم مش ده الجحيم...الجحيم الحقيقي اللي يعمل للطفل ده عقد كتير هو إنّه مايبقاش مدرك لمميّزاته ولا قادر يقبل فكره اختلافه عن المحيطين بيه...ولا قادر يميّز بين النقيصة والاختلاف....ولا قادر يميّز بين الميزة والاختلاف
انا مثلا إسمي أمينة...ودا إسم قديم وعليه إفيهات كتير...عمر ماكانت مشكلتي ان الناس بتتريق عليه وبترزعني افيهات في الرايحة والجاية...كانت دايما مشكلتي ان انا شخصيا متضايقه من ان اسمي قديم...كون ان اسمي قديم وسط ناس اساميهم اكثر حداثه ده اختلاف...لكن كنت بتعامل معاه انّه نقيصه وعشان كده كانت بتضايقني جدّا تريقه الناس لأنّها بتجيلي على الوجيعة...في حين انّي مثلا ماكانش عندي مشكله مع اني قصيّره اوزعه ورفيّعة جدّا....وانتهت مشكلتي مع اسمي لمّا ادركت ان انا ماليش يدّ في اختيار اسمي زي ماكانش ليّا يد في اختيار جسمي...وأما يبقي اسمي قديم دي مش نقيصة فما يلزمنيش اعمل حاجة تعوّض النقص...لكن ضآلة حجمي نقيصه يلزمها حاجات تانيه تعوّضها وكنت عارفاها فمكنتش بحس بالنقص وسط زمايلي في الفصل مع اني كنت من اصغر ٣ اطفال حجما في الفصل...وبمرور الوقت لقيت كمان مميزات لحجمي الصغيّر واكتشفت ان الناس اللي بتتريق عليّا عشان اسمي قديم او عشان حجمي صغيّر او اي اختلاف تاني هم اللي عندهم مشكلة مش أنا..المواقف دي ومواقف تانيه كتير فهّمتني ان مش كل اختلاف نقيصه وكل نقيصه في قصادها ميزه تعوّضها او تغطّي عليها فماتبقاش حاسس بالدونيه لو انت مدرك لده
الاختلافات معظمها جايه من فرق الثقافات والمزاجات والأذواق الشخصيه...يعني انا باكل بالشوكه والسكينه وانت بتاكل بالمعلقه واللي جنبك بياكل بإيده...احنا التلاته هناكل ونشبع بغض النظر عن طبيعة أدوات المائدة اللي بنستخدمها...لو ماحدّش مننا احنا التلاته اتريق عالتاني عشان بيستخدم أدوات مائدة مختلفه عن اللي هو بيستخدمها فدا شكل من أشكال القبول الاجتماعي...والناس اللي ماعندهاش مرونه تسمحلها تقبل ان في حد تاني بيستخدم أدوات مائدة مختلفه عن اللي هم بيستخدموها دول بيتعبوا وبيتعبوا الناس معاهم...وبيبقى عندهم مشاكل في القبول الاجتماعي لأن لو حتى الناس المختلفه قبلتهم هم مابيقبلوهمش وممكن عادي يعايرك عشان انت بتاكل بالمعلقه بدعوى انك كده جربوع وهو ابن ناس بياكل بالشوكة والسكينه...الناس دول لو شوفتوهم في الحرب اقتلوهم عشان دول أحد أسباب تنغيص عيشة البشر
أما المميزات بقى فهي مرتبطة بالقدرات الشخصيه للبشر...ادراكك لمميزاتك دي بيصبّ مباشرة في خانة تحقيق الذات...فكرة إنّك أفضل من المحيطين بيك في شيء ما بتساعدك ماتحسش بالنقص لمّا تلاقي كل واحد من المحيطين بيك أفضل منّك في حاجة تانيه انت ضعيف جدّا فيها
في اعدادي خدوني في فريق الطالبات الفائقات ودخلنا مسابقه على مستوى الإداره التعليميه...المسابقه بتبقي عباره عن سؤالبن في كل ماده من المواد بيتطرحوا على الفرقتين كل مادّه لوحدها وكل فرقه بتاخد درجة على قدر صحّة الإجابة...قبل ما نروح الفريق بتاعي اتفق ان الحل الأمثل عشان نخلّص اسرع كل اتنين شاطرين في ماده هم اللي يحلوا الأسئلة بتاعتها....الفريق اللي قصادنا كان بيقعد كلّه فوق اسئلة كل مادة...المهم كسبنا كل المدارس لحد ما وصلنا للنهائي وكان مستوي الفرقه اللي قصادنا مقارب لمستوى فرقتنا وكنّا وجايبين نفس الدرجة لحد ما وصلنا لأسئلة الرياضيّات...الرياضيّات كانت منطقتي وملعبي ونقضة ضعفي كانت التاريخ والجغرافيا...كان في مسألة هندسة ومسألة جبر...مسألة الهندسه كانت صعبه بس مسألة الجبر كانت مستحيله فاتقسمنا فرقتين: الفريق كلّه هيحل مسألة الهندسه عشان هيعرفوا يكاركوا معاها....ومسألة الجبر هحلّها لوحدي...همّ اتسحلوا لحد ما خلّصوا مسألة الهندسه والوقت قرّب يخلص بس همّ خلاص كانوا خلّصوا الحته الصعبه والباقي مش محتاج الفريق كلّه...وواحده تانيه شاطره في الرياضيات برده جت تشوفني وصلت لفين لقيتني عطلانه في حتّه مش عارفه اعدّيها...جت بصّت عاللي انا عملته وحلّتلي الخطوه اللي كنت عطلانه عندها وعطلت في اللي بعد كده وانا كمّلته...كسبنا المسابقه بفرق درجة مسألة الجبر اللي الفريق التاني ماعرفش يحطّ فيها خطّ...فرقتي مانفسنتش على بعض عشان كل واحده كانت عارفه المواد اللي هي اشطر فيها من الباقيين...كنّا كلّنا حاسين بالتكافؤ ماكنّاش حاسين ان حدّ احسن من حد...كل واحده فينا كانت متحققه بالنسبة لنفسها (تقدير/تحقيق الذات)
في ناس بتكبر وهي مش فاهمه نفسها...مش عارفين مميزاتهم ولا عيوبهم...طول الوقت بيبقى عندهم احساس ان الناس اللي حواليهم احسن منهم عشان ناجحين في حاجات هم فاشلين فيها....او ناجحين في حاجات وهم مش شايفين نفسهم ناجحين فيها حتى لو هم فعلا ناجحين بس صورتهم الذهنية عن أنفسهم مشوّهه أو ناقصة...أكثر سلوكيات شايعه الناس الغير متحققه بتنتهجهم: محاربة الناجحين (حزب أعداء النجاح)....أومحاولة تعويض نقص تقدير الذات بالقبول الاجتماعي...أو الخليط مابين الاتنين...أو محاولات البحث عن التحقيق المزيّف للذات
حزب أعداء النجاح دول طول الوقت بيسفّهوا أي حاجة كويّسه أي حد حواليهم بيعملها: أدام انا مش عارف أطلعلكوا هنزلكوا كلّكوا ليّا...أو بيحاولوا يحطّولك عقبات في سكّة نجاحك عشان تفضل في نفس حجمك وياحبّذا لو تنزل عنّه كمان وتفشل هيبقوا سعداء جدّا..أو مثلا هيحاولوا يوقّعوا بينك وبين الناس عشان يقللوا من قبولك الاجتماعي ويقللوا من مظاهر احتفاء الآخرين بيك وبنجاحك
اما بالنسبة لمحاولة الطرمخه على غياب تقدير الذات بالسعي للقبول الاجتماعي فليها أشكال كتير...زي مثلا الإمّعات اللي بيوافقوك على أي حاجة وبيحبّوا اللي بتحبّه وبيكرهوا اللي بتكرهه بدون أي تمييز عشان يخليك تحبه...وزي اللي بيقلّدوك في كل حاجة انت بتعملها عشان الناس تحبّهم زي ما بتحبّك
الخليط مابين الاتنين بقى بيبقى مزعج...دا واحد طول الوقت يسقّفلك عالفاضيه والمليانه ومستنّي منّك نفس الشيء...يعني لو لضمت خيط في إبره هيحسسك إنّك عملت معجزة كونيّه...ولو مسح مناخيره بمنديل من غري ما يخرخر على بقّه بيزعل لو ماهللتلوش كأنّه فتح عكّا...طول الوقت عاوز يبهرك ولو مانبهرتش بيتجنن وبيقلب عليك...يقعد بقى يسفّه انجازاتك ويوقع بينك وبين الناس...الخ عاوز الناس كلّها تزعل منّك لمجرّد انّ هو مقموص منّك
أمّا بقي بتوع تقدير الذات الزائف دول مابيبقوش فاهمين الفرق بين الاختلاف والتميّز....وطول الوقت بيحاول يبقي مختلف عن اللي حواليه بفجاجه باعتبار ان دي ميزه...دول زي اللي بتلاقيه يقولّك انا ملحد والحمد لله :D ... أو بيصبغ شعره بطّيخي...او يلبس جزمه حمرا والجوّ ده...ولو سألته بيعمل كده ليه مش هتلاقي عنده مبرر...مش هيقولك بحبّها..ولا هيقولّك شكلي بيعجبني فيها...هتلاقيهم راشقين في حجّة "دي حريّة شخصيه"...هو بيبقى مقتنع انّه لو كل برجليه والناس كلّها بتاكل بإيديها يبقي هو كده برنس ومتميّز بميزة فشيخه :D دول يبقوا مسليين جدّا
في أداءات كتير بيعملها الناس الغير متحققه بس دول اللي على بالي دلوقت...لمّا تقابلوا الناس دي ترفّقوا بيهم دول مساكين يستحقوا الشفقه مش الغضب والعداوه...حاولوا تساعدوهم يفهموا نفسهم ويشقّوا طريقهم في الحياة
الاطفال الصغيرين شغلهم الشاغل في الحياة انّهم يستكشفوا كل حاجة بما فيه انفسهم وقدراتهم....وفي مرحلة اكتشاف القدرات دي بيهرهوا اهاليهم "ماما بوثّي انا عملت إيه؟" وطبعا اهاليهم (المفروض يعني) بيشجّعوهم لمّا بيعملوا حاجة كويسه ولو حاجة مضره بيفهموهم...في السن ده امّي مثلا جابتلي الوان وكتب رسم زي ما عملت مع اخواتي ومالقوش نفسهم في الرسم...انا بقي شبطت ورشقت في الرسم والتلوين والقصقصه وحاجات كتير يدويه وكانت امي بتشجّعني وتشلّي ورق النتيجة بعد ما يتقطع عشان اسم عليه (وانا اصلا بشخبط اي خره بس عادي افرح بنفسي وانبسط وكده وماما بوثي تقول الله جمييييييييل :D نصب مشروع هيهيهي)....أمّي وانا عندي عشر سنين شارت عليها اخش فنون تطبيقيه لما اكبر...قعدت بقي ابحث واتطقّس لحد ما اكتشفت اني في فنون تطبيقيه دي همارس هواياتي واتخرج اشتغل بيها واقبض عليها فلوس...ودا اللي حصل فعلا لمّا كبرت وكنت سعيده بشغلي...اينعم كان عندي طول الوقت مشاكل مع البشر اللي بشتغل معاهم بس الشغل نفسه كان بيسعدني جدّا
في السن ده الإنسان بيعرف عدد لا بأس بيه من مميزاته...وبعد دخول المدرسه والاحتكاك بالآخرين بيبتدي يدرك وجود الإختلافات بين البشر....زي مثلا ان في ناس بتكتب بإيدها الشمال مش بيكتبوا زيّه بإيدهم اليمين....وفي ناس تانيه بتلبس نضاره...مش كل الناس أكلتهم المفضله هي نفس أكلته المفضله...لو الطفل ادرك ان كل واحد عنده مميزات غير التاني واتعلّم يقبل حقيقة ان بقيه الاطفال مش نسخه بالكربون منّه حياته في المدرسه هتبقي لطيفه...إلّا إذا كان هو الوحيد في الفصل اللي أشول أو هو الوحيد في الفصل اللي قصيّر...او هو الوحيد اللي في الفصل بيلبس نضّاره....إلخ. عادة بيبقى في مجموعه من الاطفال لا يقبلوا الاختلاف هيطلّعوا عين أهله
معايره الاطفال لبعض بالاختلافات اللي بينهم مش ده الجحيم...الجحيم الحقيقي اللي يعمل للطفل ده عقد كتير هو إنّه مايبقاش مدرك لمميّزاته ولا قادر يقبل فكره اختلافه عن المحيطين بيه...ولا قادر يميّز بين النقيصة والاختلاف....ولا قادر يميّز بين الميزة والاختلاف
انا مثلا إسمي أمينة...ودا إسم قديم وعليه إفيهات كتير...عمر ماكانت مشكلتي ان الناس بتتريق عليه وبترزعني افيهات في الرايحة والجاية...كانت دايما مشكلتي ان انا شخصيا متضايقه من ان اسمي قديم...كون ان اسمي قديم وسط ناس اساميهم اكثر حداثه ده اختلاف...لكن كنت بتعامل معاه انّه نقيصه وعشان كده كانت بتضايقني جدّا تريقه الناس لأنّها بتجيلي على الوجيعة...في حين انّي مثلا ماكانش عندي مشكله مع اني قصيّره اوزعه ورفيّعة جدّا....وانتهت مشكلتي مع اسمي لمّا ادركت ان انا ماليش يدّ في اختيار اسمي زي ماكانش ليّا يد في اختيار جسمي...وأما يبقي اسمي قديم دي مش نقيصة فما يلزمنيش اعمل حاجة تعوّض النقص...لكن ضآلة حجمي نقيصه يلزمها حاجات تانيه تعوّضها وكنت عارفاها فمكنتش بحس بالنقص وسط زمايلي في الفصل مع اني كنت من اصغر ٣ اطفال حجما في الفصل...وبمرور الوقت لقيت كمان مميزات لحجمي الصغيّر واكتشفت ان الناس اللي بتتريق عليّا عشان اسمي قديم او عشان حجمي صغيّر او اي اختلاف تاني هم اللي عندهم مشكلة مش أنا..المواقف دي ومواقف تانيه كتير فهّمتني ان مش كل اختلاف نقيصه وكل نقيصه في قصادها ميزه تعوّضها او تغطّي عليها فماتبقاش حاسس بالدونيه لو انت مدرك لده
الاختلافات معظمها جايه من فرق الثقافات والمزاجات والأذواق الشخصيه...يعني انا باكل بالشوكه والسكينه وانت بتاكل بالمعلقه واللي جنبك بياكل بإيده...احنا التلاته هناكل ونشبع بغض النظر عن طبيعة أدوات المائدة اللي بنستخدمها...لو ماحدّش مننا احنا التلاته اتريق عالتاني عشان بيستخدم أدوات مائدة مختلفه عن اللي هو بيستخدمها فدا شكل من أشكال القبول الاجتماعي...والناس اللي ماعندهاش مرونه تسمحلها تقبل ان في حد تاني بيستخدم أدوات مائدة مختلفه عن اللي هم بيستخدموها دول بيتعبوا وبيتعبوا الناس معاهم...وبيبقى عندهم مشاكل في القبول الاجتماعي لأن لو حتى الناس المختلفه قبلتهم هم مابيقبلوهمش وممكن عادي يعايرك عشان انت بتاكل بالمعلقه بدعوى انك كده جربوع وهو ابن ناس بياكل بالشوكة والسكينه...الناس دول لو شوفتوهم في الحرب اقتلوهم عشان دول أحد أسباب تنغيص عيشة البشر
أما المميزات بقى فهي مرتبطة بالقدرات الشخصيه للبشر...ادراكك لمميزاتك دي بيصبّ مباشرة في خانة تحقيق الذات...فكرة إنّك أفضل من المحيطين بيك في شيء ما بتساعدك ماتحسش بالنقص لمّا تلاقي كل واحد من المحيطين بيك أفضل منّك في حاجة تانيه انت ضعيف جدّا فيها
في اعدادي خدوني في فريق الطالبات الفائقات ودخلنا مسابقه على مستوى الإداره التعليميه...المسابقه بتبقي عباره عن سؤالبن في كل ماده من المواد بيتطرحوا على الفرقتين كل مادّه لوحدها وكل فرقه بتاخد درجة على قدر صحّة الإجابة...قبل ما نروح الفريق بتاعي اتفق ان الحل الأمثل عشان نخلّص اسرع كل اتنين شاطرين في ماده هم اللي يحلوا الأسئلة بتاعتها....الفريق اللي قصادنا كان بيقعد كلّه فوق اسئلة كل مادة...المهم كسبنا كل المدارس لحد ما وصلنا للنهائي وكان مستوي الفرقه اللي قصادنا مقارب لمستوى فرقتنا وكنّا وجايبين نفس الدرجة لحد ما وصلنا لأسئلة الرياضيّات...الرياضيّات كانت منطقتي وملعبي ونقضة ضعفي كانت التاريخ والجغرافيا...كان في مسألة هندسة ومسألة جبر...مسألة الهندسه كانت صعبه بس مسألة الجبر كانت مستحيله فاتقسمنا فرقتين: الفريق كلّه هيحل مسألة الهندسه عشان هيعرفوا يكاركوا معاها....ومسألة الجبر هحلّها لوحدي...همّ اتسحلوا لحد ما خلّصوا مسألة الهندسه والوقت قرّب يخلص بس همّ خلاص كانوا خلّصوا الحته الصعبه والباقي مش محتاج الفريق كلّه...وواحده تانيه شاطره في الرياضيات برده جت تشوفني وصلت لفين لقيتني عطلانه في حتّه مش عارفه اعدّيها...جت بصّت عاللي انا عملته وحلّتلي الخطوه اللي كنت عطلانه عندها وعطلت في اللي بعد كده وانا كمّلته...كسبنا المسابقه بفرق درجة مسألة الجبر اللي الفريق التاني ماعرفش يحطّ فيها خطّ...فرقتي مانفسنتش على بعض عشان كل واحده كانت عارفه المواد اللي هي اشطر فيها من الباقيين...كنّا كلّنا حاسين بالتكافؤ ماكنّاش حاسين ان حدّ احسن من حد...كل واحده فينا كانت متحققه بالنسبة لنفسها (تقدير/تحقيق الذات)
في ناس بتكبر وهي مش فاهمه نفسها...مش عارفين مميزاتهم ولا عيوبهم...طول الوقت بيبقى عندهم احساس ان الناس اللي حواليهم احسن منهم عشان ناجحين في حاجات هم فاشلين فيها....او ناجحين في حاجات وهم مش شايفين نفسهم ناجحين فيها حتى لو هم فعلا ناجحين بس صورتهم الذهنية عن أنفسهم مشوّهه أو ناقصة...أكثر سلوكيات شايعه الناس الغير متحققه بتنتهجهم: محاربة الناجحين (حزب أعداء النجاح)....أومحاولة تعويض نقص تقدير الذات بالقبول الاجتماعي...أو الخليط مابين الاتنين...أو محاولات البحث عن التحقيق المزيّف للذات
حزب أعداء النجاح دول طول الوقت بيسفّهوا أي حاجة كويّسه أي حد حواليهم بيعملها: أدام انا مش عارف أطلعلكوا هنزلكوا كلّكوا ليّا...أو بيحاولوا يحطّولك عقبات في سكّة نجاحك عشان تفضل في نفس حجمك وياحبّذا لو تنزل عنّه كمان وتفشل هيبقوا سعداء جدّا..أو مثلا هيحاولوا يوقّعوا بينك وبين الناس عشان يقللوا من قبولك الاجتماعي ويقللوا من مظاهر احتفاء الآخرين بيك وبنجاحك
اما بالنسبة لمحاولة الطرمخه على غياب تقدير الذات بالسعي للقبول الاجتماعي فليها أشكال كتير...زي مثلا الإمّعات اللي بيوافقوك على أي حاجة وبيحبّوا اللي بتحبّه وبيكرهوا اللي بتكرهه بدون أي تمييز عشان يخليك تحبه...وزي اللي بيقلّدوك في كل حاجة انت بتعملها عشان الناس تحبّهم زي ما بتحبّك
الخليط مابين الاتنين بقى بيبقى مزعج...دا واحد طول الوقت يسقّفلك عالفاضيه والمليانه ومستنّي منّك نفس الشيء...يعني لو لضمت خيط في إبره هيحسسك إنّك عملت معجزة كونيّه...ولو مسح مناخيره بمنديل من غري ما يخرخر على بقّه بيزعل لو ماهللتلوش كأنّه فتح عكّا...طول الوقت عاوز يبهرك ولو مانبهرتش بيتجنن وبيقلب عليك...يقعد بقى يسفّه انجازاتك ويوقع بينك وبين الناس...الخ عاوز الناس كلّها تزعل منّك لمجرّد انّ هو مقموص منّك
أمّا بقي بتوع تقدير الذات الزائف دول مابيبقوش فاهمين الفرق بين الاختلاف والتميّز....وطول الوقت بيحاول يبقي مختلف عن اللي حواليه بفجاجه باعتبار ان دي ميزه...دول زي اللي بتلاقيه يقولّك انا ملحد والحمد لله :D ... أو بيصبغ شعره بطّيخي...او يلبس جزمه حمرا والجوّ ده...ولو سألته بيعمل كده ليه مش هتلاقي عنده مبرر...مش هيقولك بحبّها..ولا هيقولّك شكلي بيعجبني فيها...هتلاقيهم راشقين في حجّة "دي حريّة شخصيه"...هو بيبقى مقتنع انّه لو كل برجليه والناس كلّها بتاكل بإيديها يبقي هو كده برنس ومتميّز بميزة فشيخه :D دول يبقوا مسليين جدّا
في أداءات كتير بيعملها الناس الغير متحققه بس دول اللي على بالي دلوقت...لمّا تقابلوا الناس دي ترفّقوا بيهم دول مساكين يستحقوا الشفقه مش الغضب والعداوه...حاولوا تساعدوهم يفهموا نفسهم ويشقّوا طريقهم في الحياة
No comments:
Post a Comment