مالك وآخرة دقة في قلبي؟ أتهمك حقا إلى هذا الحد؟ احملها وامضِ ولن أسألك إلى أين تأخذها..أيعنيك قلبي أيضا؟ هو لك...افعل به ماشئت...فأمره هو الآخر لا يعنيني...خذ كل شيء...حتى ابتسامتي ان راقت لك...خذها...خذ كل شيء...عن طيب خاطر...فما فائدة أي مما تأخذ إن كانت روحي قد انسحبت إلى زاوية العالم وتكورت على نفسها؟ لا شيء يا عزيزي...لم يعد هناك قيمة لشيء منذ أن أدارت الروح وجهها عن كل شيء والتزمت الصمت...تجلس على حافة العالم ترقب كل شيء بشفة مقلوبه وتركت للعقل زمام كل أمر وكأن شأنها لم يعد يعنيها
لم يعد هناك مكان لأي شيء...فلا تسألني عن ابتسامة غائبة ولا عن دمع محبوس خلف المقلتين...كل ما تبحث عنه يا صديقي ليس له الآن وجود..لم يتبقى لي سوى نفس مثقلة بهموم لا تدركها وعقل يسحق كافة تفاصيلي بيغير اكتراث وكأن الروح قبل ان تنزوي عدّلت ضبطه على وضع التدمير الذاتي
لست أملك شيء...فجدران القلب عارية من كل ذكرى...ولم يعد بإمكاني أن أملأ حجرات القلب بالحلوى والياسمين وعناقيد العنب كسابق عهدي...نفد كل شيء ولم يترك لك أحد هناك بقايا مما كان...لماذا تهتم على كل حال؟ أهي الشفقة أم العطف؟ صدّقني يا عزيزي لم احتمل أي منهما قبل ذلك ولن أقبلهما اليوم فدعنا نكف عن المراوغه: أنت لا ترغب في اكتشاف شيء...وأنا لا أهتم بكشف أكثر مما اكتبه هنا للعابرين...هو فقط ذلك الفضول تجاه ما يكمن خلف هذا الوجه..فدعني أختصر عليك الطريق وأخبرك بما تريد أن تعرف: ليس هناك شيء خلف هذا الوجه سوى العدم
No comments:
Post a Comment