16 Jan 2013

للخراف السهول والحمادة للفرس

خلفية:
*الحمادة هي هضبة مغطاة بالصخور الجيرية المسطحة

* لا يعيب الفارس أن يعدد خصائص مهرية ويتحدث عنه كملام، ولكن لقصائد المديح شروطا. مهريك لم يذع صيته في معركة، ولم يشتهر في حفلات الرقص. -من رواية التبر لإبراهيم الكوني

* المهاري البلقاء في إبلنا عمل ستحسدنا عليه كل القبائل. إحياء السلالة البلقاء وحمايتها من الانقراض واجبنا -من رواية التبر لإبراهيم الكوني

* هانيبال ليكتر: وماذا حلّ بالحمل يا كلاريس؟
كلاريس: قتلوه.
ـ من فيلم صمت الحملان

* هانيبال ليكتر: حسنا كلاريس...هل توقفت الحملان عن الصراخ؟
- من فيلم صمت الحملان

* والآن سؤال يتعلق بالإيتيكيت: بينما أمُرّ، هل أواجهك بالمؤخرة أم القضيب؟ ـ من فيلم نادي الشغب

* أولا يجب أن تستسلم...يجب أن تعلم -لا أن تخشى- أنك في يوم ما ستموت ـ من فيلم نادي الشغب

* كل ما تتمنى أن تكون عليه، هذا أنا. مظهري كما تحب أن يكون مظهرك، أضاجع بالطريقة الّتي تتمنى. أنا ذكي...قادر...والأهم من ذلك أنني حر في كل ما لست أنت فيه حر. ـ من فيلم نادي الشغب

* إنه فقط بعد أن نفقد كل شيء يصبح بإمكاننا أن نفعل أي شيء. ـ من فيلم نادي الشغب

* ياشيخ ادعي بجاه الإله وكل مافي العلالي..عن السرير جسمه ارتفع وإمو عم بينادي...ياشيخ شو صار بهالولد...ماعم بيتذكر شو عبد...عاد لوعيو وفتح عيونو صاح: يامّاه ـ من أغنية الممسوس لعزيز مرقة
 -----------------------------
مقدمة:
الفرس البري وحده يمكنه صعود الحمادة تاركا الخراف في السهل القابع أسفلها تلوك العشب...لا الخروف يحقد على الفرس لقدرته هذه، ولا الفرس يعبأ إن حقد عليه الخروف أم لم يحقد...فالأمر بسيط: الفرس يرغب في تسلق الحمادة فيتسلق الفرس الحمادة ويهبط فقط عندما يقرر هو ذلك...لا تسأل الفرس أبدا لماذا يتسلق الحمادة...ولا تسأله لماذا يهبط...فهو لن يكترث لفضولك على أية حال...فالفرس البريّ حر فيما يفعل حتى يقع في الأسر فتبذل الجهود المضنية لاستئناسة. كل جهود استئناس الفرس تذهب سدى ما لم يكن مستأنسه فارس...فالفرس لا يخضع ولا حتى لمثيله...الفرس البريّ لا يخضع إلا لمن يملك قلبا أجرأ من قلبه...للفرس عقل وعزّة لا يدركها إلا من يمتلكها
يمكنك أن تحبس الفرس البريّ...وأن توسعه ضربا...وأن تمنع عنه الطعام...ولكنه لن يخضع وسيتحين الفرص للهرب...لن يتركك تعتلي ظهره ما لم تتحلي بشرف الفرسان...الفارس لن يحبس فرسه ولن يوسعه ضربا ولن يمنع عنه الطعام إلا ليطعمه قوالب السكر من كفّ يده محبة واحتراما..سيحترم نفوره...وسيحترم نضالة ضد محاولات الاستئناس...لن يعاقبه إن رفسه...ولن يغضب إن أوقعه عندما يحاول ركوبه. ولكن سيقارعه العزم بعزم...وسيقابله اصراره باصرار...ويظل الحال هكذا حتى يحترم الفرس الفارس فيسمح له بأن يستقر على ظهره ليصبحا سويا محاربا واحدا...فالفرس البريّ لم يخلق للتنزه في الحقول وإنما خلق ليصعد الحمادات الواحدة تلو الأخرى..الفرس لن يقبل إلا بفارس وليس مجرد راكب خيل

معلوم بالضرورة:
 نحن نعلم جيدا أننا لسنا الفرس...ولم نطمع في أن نكون الفارس...ولكننا ودون أن ندري صرنا نحن الحمادة نفسها...نمتص الدماء الّتي تسيل على أجسادنا في صمت وعِزّة لا يعيها إلا فارس...أو فرس...ليس لقاطع طريق أن يدرك صمود الحمادة في وجه من لا يستحق شرف ارتقائها. كما نعلم أيضا أننا لم نعد نمتلك أي شيء ولا حتى الروح في الجسد...فالموت قد أصبح رفيق درب عندما صارت أرواحنا قرابين يقدمها من يستطيع لمن يريد...ندرك أنك ترى موتنا عبث وأنك لا تدرك أن حياتك هي العبث بعينه. نحن واثقون من أن الامتلاك لعنة تحول المالك لمملوك لما يمتلك...فتخلينا عن أغلب ما نمتلك -طواعية- لكي نتحرر من عبء الامتلاك.



لا نبالي:
عليك أن تدرك تماما أنك لا تقف بشموخ نخلة في وجه الريح، وإنما أنت منبطح تماما. عزيزي...عليك أن تدرك أيضا أن هذا ليس سيء تماما إذا اتبعت نهج الدودة الّتي تلصق بطنها بالأرض وترفع رأسها نحو الأمام حتى تصل لغايتها بغير أن يلحظها أحد. أما عنّا، فنحن وحدنا نسند ظهورنا إلى الحمادة في غير اكتراث حتى يحين وقت المواجهة الجديدة...ربما نزجي أنفسنا برسم وجوه أعدائنا على الرمال كشكل من أشكال الترويح عن النفس.
صدقني...نحن لا نهتم بتاتا بتعليقات الآخرين عن رحلتنا فنحن نعلم أن ذلك لن يفيدنا بشيء...ولن يثنينا عن عزمنا. نحن نستثمر أوقات الهدنة في الراحة من مشقة الرحلة...أو في ممارسة السكون والتأمل في تفاصيل الرحلة وعادة ما يقودنا هذا إلى طريق جديد لصعود الحمادة الذي يعد بالنسبة هدف صعب، هو بالنسبة لنا نزهة يومية نتفنن في ابتداع طرق جديدة له. لذلك نحن لا نبالي بتعليقات الآخرين عن طريقتنا في صعود الحمادة فنحن نعلم لها ألف طريق، ويزيد.
نحن لا نكترث وإن حلّت بنا النوازل...لأننا لا نضني أنفسنا في البحث عن جانب مشرق لكل نازلة نعلم تماما أنه محض خيال...فقط نقلب النازلة على كافة أوجهها حتى نعثر على الوجه الأقل قسوة بينما تضيّع أنت وقتك في البحث عن الجانب المشرق الغير موجود بالأساس.
لا تضع وقتك في اقناع الفرس/الفارس/الحمادة بأنهم على غير طبيعتهم...استثمر وقتك هذا في البحث عن طبيعتك أنت، أو لا تفعل...فعلى كل حال نحن يا عزيزي لا نبالي...هي حياتك...فافسدها بأية طريقة تروق لك...ونحن...لن نبالي إن أنت اخترت أن تكون من أكلة البرسيم...نهتم لك فقط عندما تختار أن تكون من بين فرسان الحمادة...عندها فقط سنحملك على ظهورنا ونصعد بك إلى قمّتها.

1 comment:

ahmed said...

wow, heroic.