أيها المرتحل الأزلي: قف قليلا...توسد مرفقك..ونم طويلا...فالطرق نقضت العهد ولن توصلك إلى أي مكان..وبلاد الله قد قطعت الهدنة وستحاربك حتى آخر قطعة أسفلت..
لم يعد هناك مفر من مواجهة نفسك..فاستعد
قبل أن تغفو دعني أخبرك أني أعرف أن نومك لن يكن هادئا...وأحلامك لن تكون سعيدة...وربما ترجع من حلمك منهكا...وجسدك قد تدميه الجراح. لكن: لا مفر من النوم...الحلم...تسديد ثمن ساعات اليقظة والسنين التي قضيتها في الترحال
لا تخف...هنا تحت قدميك أجلس..أضع يدي على رأسك...وأتمتم باسم الرب في تسبيح لا ينقطع...
لتكن أنت ألف لينه...ولأكن أنا همزة قطع مكسورة بهم أحمله عنك وأصنع لك منه وسادة لينة...لتصبح أنت ألف وصل...وتصبح وسادتك همزة قطع..ليكتمل الحرف
يمكنني من هذا الطرف من العالم أن أراقب حلمك...وبالرغم من أني أعلم أنه كئيب...إلا أنني أبتسم...فأنا أراك واقفا حتى نهاية الحلم...والحزن...والألم..وأراك عائد من الحلم منتصربعد أن صنعت من كل ذلك تنينا...ثم قتلته...ثم تأتيك تسبيحاتي فتتحول إلى خيوط دقيقة ترتق جروحك اللتي خلفها عراكك مع التنين
الآن سأكف عن التسبيح...أعيد ضبط وضع رأسك على الوسادة..ثم أختفي
أرحل لأطبب حرف آخر من حروف الأبجدية
ستستيقظ من غفوتك...عندما يصل إلى أنفك رائحة عقد الياسمين الذي خلفته ورائي..من أجلك..ليكتمل المعنى
3 comments:
الله
مدونة مميزة
كل تقدير واحترامى لكم ... :)
ما اجمل حروفك الذهبيه حين تكتب
بقلم شغله الشاغل هو الابداع
وما أروعها حين ينبض قلمك بأرقى المعانى
دمت ودام عطاءك ورقى ما تقدم
لك تحياتى
Post a Comment