لا أحد يقود الثورة بالريموت كونترول

تويتر والفيس بوك لم يصنعا الثوره لكنهما ساهما في نقل الحقيقه من الشارع إلى المنزل فنزل الرابضون خلف شاشات الحواسيب إلى يشارع يصرخون طلبا للحرية وطلبا لحق من ضرب ومن قتل. أما شاشات الفضائيات والمحليات فقد زيفت الواقع فظل البعض مغيبا بلا رأي. أما بعد أن عاد الجميع إلى منازلهم واستقرت الأمور نسبيا فقد انقسمنا إلى فئتين: فئة قليلة تعرف/تبحث/تقرأ/تحلل/تناقش ثم تكون رأيا تبني على أساسه موقفا وتحركات يختلف اتجاهها باختلاف الرأي، وفئة أخرى لا تفعل شيئا سوى المحاوله المستميه لتحريك الآخرين بالريموت كونترول فيما يعرف بإسم الأغلبية الصامته/حزب الكنبه.

إن كان لنا أن نذهب يوما بهذه البلد إلى قاع الجحيم فلن يكن السبب إبليس أو الثورة المضادة ولكن في الأغلب فإن المتسبب سيكون حزب الكنبه العظيم. فأعضاء حزب الكنبه مقتنعون تماما أنه يمكن التحكم في الثورة عن بعد مادامت الثوره قد صنعها تويتر والفيس بوك غافلين تماما عن حقيقة علمية مؤكده: الفيس بوك وتويتر وسائط…مجرد وسائط…لا أكثر ولا أقل. لا أعلم لماذا يفضل أعضاء حزب الكنبه تقييم الواقع من خلال قنوات التليفزيون عوضا عن معاينة الواقع بأنفسهم. ولا لماذا يفضلون تبني وجهة نظر كاتب مقال عن البحث في موضوع المقال في أكثر من مصدر واستطلاع أكثر من رأي قبل استخلاص وجهة نظر في الموضوع محل النقاش.

أعضاء حزب الكنبة يظنون أن التمسك بطفولية بوجهة نظر جرت علي لسان أحدهم علي شاشة التلفاز تمسكا بالحق. وأن اتخاذ موقفا معارضا من كل فكره يقترحها غيرهم دفاعا عن الوطن. وأن الهجوم الشخصي على كل ناشط سياسي أو صاحب رأي نقد. يسوؤني كثيرا اختلاط المفاهيم عند اعضاء حزب الكنبة ويؤسفني للغاية أنهم الأغلبية. ويقتلني حقا أنهم لا يفوتون فرصة لتثبيط الهمم.

أعزائي أعضاء حزب الكنبه: إن كان أحدكم يظن أنني أتحرك في اتجاه ضد الصالح العام فلك أن تتحرك في اتجاه مضاد…لكن تحرك..أرجوك تحرك…وإن ظننت أنك الوحيد اللذي يملك اصبع سبابة في يدة اليمنى فتذكر أن غيرك يدرك أهمية اصبعه الأوسط. ولا تظن أبدا أنه يمكنك أن تفرض على اتجاها أو رأيا أو أنني ملزمه بالتحرك/السكون، الكلام/الصمت وفقا لما تراه انت ملائما.

عزيزي عضو حزب الكنبة: إما أن تفعل شيئا أو تصمت. فبينما يختلف الجميع حول طريقة الأخذ بيد الوطن وشده للأمام تظل انت وحدك تحاول جذب الجميع إلى الخلف.

وفي النهاية أذكر قول رب العزة عز وجل: وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيره بإذن الله