29 Mar 2008

الكبير

1
من اين يبدأ الحديث عن العظماء.. لا ادر على وجه التحديد.. ربما لم اقابل الكثير من العظماء.. وربما لم اقابل احد منهم على الاطلاق.. وربما لا اعرف ايضا ماهى العظمه... لكننى اعرف ان الحروف تتكسر أدبا عن قدمى بعض البشر... ليس لأنهم عباقرة او عظماء ولكن لأنهم شديدى الآدمية...
-------------------------
2
من وراء حائطين أراه... وفيما بين عينيه ابصر الكثير... ليست العيون هى ماتفضح مكنونات الصدور ولكنها منطقة مابين العينين... كلما اخبرنى احدهم انه متقلب المزاج أصمت... فلو انهم دققوا النظر فى ملامحه بما يكفى لرأوا ما ارى ولعلموا ان تقلباته المزاجية ليست الا تفكير طويل فى شىء معقد استمر لوقت اطول من اللازم تتخلله محاولات للراحة من التفكير والابتهاج قليلا رأفة بالآخرين...
-------------------------
3
لا يزعجنى منه صياحه الغاضب... ولكن يقلقنى حتى النخاع غضبه المكتوم... واوضاع التقوقع التى يتخذها كلما جالسه شخص لا يشعره بالراحة... تراه انكب فوق حاسوبه بأكتاف مضمومة كما لو انه يرغب فى التكور والدحرجة بعيدا عن المكان... ولأننى لا استطيع أن افعل شيئا فأنا فقط انسحب بهدوء... وبالرغم من انه رآنى أبكى يوما... الا اننى لم ادق عنقه كما افعل دوما.. فانا لم احتمل ابدا البكاء بين يدى احد الا قليلا...
-------------------------
4
بالرغم من انه قد ينسى اتفاق جنتل مان ابرمه معك فى خلال ساعتين إلا انه يظل جنتل مان بقيامه بفعل آخر لم تحسب له حساب... وبالرغم انه ليس ممكن يقال عنهم " مشكلته انه طيب ومابيحبش يزعل حد" الا انه فعلا "طيب ومابيحبش يزعل حد"... ولكن حذار ان تبتلع حقه لأنه -إن لم يلتمس لك عذرا- سيسترد حقه او يثأر لذاته ويتجاوزك مع تجاوزه لمشاعره الغاضبه دونما ندم... لا يغفر النداله ولا يغفل ابدأ شكر شخص احسن اليه بشكل او بآخر... وربما لن يخبرك عن مدى تقديره لك ولكنك ستعلم ذلك فى ابتسامته الصباحية ووداعات آخر اليوم... وكلمة شكر بسيطه لن يمل تكرارها... قد تظنها من باب الادب ولكنه فعلا يعنيها... لكن احذر وراجع ماتفعل لتجد موضع تقصيرك ان بدأ يوما باعطاءك ملاحظات فظة دونما ان يكن معتل المزاج... فهو لن يصبر كثيرا...
-------------------------
5
فى كل يوم ستدين له بقطعة من عنقك لا لشىء سوى لانه لن يستحى ان يفعل اى شىء من اجلك لتشعر بالرضى... وسيستمع الى ما تظن انه هراء ليستخرج منه دررا لم تراها... وسيصبر مادام يرى ان الاشياء تمضى نحو الافضل.. حتى وان مل الصبر والانتظار وغضب ماستطاع فانه يعلم كيف يقف وينظم ايقاع تنفسه مرة اخرى ليصبر مليا... وان نفذ صبره لن تراه يغدر بك فهو لابد منذرك... وقد اعذر من انذر...
-------------------------
6
ربما فى النهاية هو ليس الا شخص يشعر بالوحدة فى صخب الحاضرين يحاول ان يجد له على خارطة العالم مكان ويحاول الاستمتاع بما يملك ويرغب فيما يستطيع ان يحصل عليه ولا أكثر... وربما يرهقه مايحمل على كتفيه حتى لكانك ترى ذلك فى الانحناءه الطفيفه لظهره... او ربما لا اقول سوى ضلالات... ففى نهاية الامر انا اكتب ما اراه من خلف الحائط وما المحه خلال مرورى امام الباب...