25 Mar 2005

كابوس


لم تعد تذكر منذ متى وهى تعدو...... ولا لماذا تعدو.... ربما تهرب.... اجل تهرب... مم تهرب؟؟!!!... انها لا تدرى... او ربما كانت تدرى.... فالاغلب انها فقد ذاكرتها خلال الطريق...... تعدو كما لو ان ذئاب جاعه تطاردها... ترى جبلا شاهق الارتفاع.. تبذل كل جهدها فى التسلق وعندما تصل الى القمه تجد الذئاب امامها....

لا تعرف كيف تهبط نحو القاع فتلقى بنفسها من حالق راغبه الموت..... تسقط على جناحى طائر مهاجر ياخدها طعاما لاولاده..... تصرخ الما عندما يطعمها لاحد افراخه الجياع.... يبتلعها تماما... يحيط بها الظلام من كل جانب.... لكنها لا تشعر بالخوف... ربما ذكرتها ضربات قلب الطائر الصغير كما لو كانت فى رحم امها من جديد....تولد ثانيه يغطيها دم المخاض.... تهدهدها امها برفق علها تنام... فهى تأبى النوم... انها تذكر الان انها منذ ولدت وهى لم تنم... ومنذ ان تعلمت المشى وهى تعدو.... لكنها لم تتذكر بعد لماذا تعدو... و لا لماذا تعدو خلفها الذئاب... والكلاب... والخفافيش... وكائنات اخرى لا تدر لها اسما.... ولم تتذكر ايضا لماذا لا تنام.... لكنها تذكر اها يجب ان تعدو.. فهى منذ ان ولدت وهى تعدو.... فى البدء كانت الكلمه... والكلمه هى انها يجب ان تعدو.... يجب ان تهرب... تتعب من كثرت ما عدت.. تتوقف فى لحظه سكون لالتقاط انفاسها... تتجلى لها فى الظلمات عينان.. وابتسامه... تقترب منهما لترى فارسا على ظهر جواد ادهم اغر.... تقترب منه... يرفعها خلفه على حصانه.... ولكنها حالما تتذكر ثانيه الذئاب... الكلاب... والخفافيش...والكائنات التى لا تدر لها اسما... وانها يجب ان تعدو.....تنظر اليه بعينين ملؤهما الدموع... تود لو انه يقتل تلك الوحوش التى تطاردها.. لكنه لا يراها وهى لا تستطيع ان تتكلم.. فهى لم تتعلم ان تتكلم... فقط تعلمت ان تعدو..... همت بالرحيل فأبى ان يتركها.. غرست سكينا فى صدره واخذت تعدو... لكنها الان تعلم لم تعدو...... ليس هربا من الذئاب ولا الكلاب ولا الكائنات التى لا تدر لها اسما... انها تعدو الان هربا من تلك العينين الحانيتين... والابتسامه العذبه. والدماء التى تغطى كفيها.... اثارت الدماء رائحه الذئاب.... فعادت تعدو خلفها اكثر توحشا وضراوه

No comments: