28 Jun 2012

مافيش تعلب…عمل مقلب؟

المشكله اللتي نواجهها منذ مده أننا اكتشفنا تدريجيا (كلٌ حسب وعيه وقدرته على قراءة الواقع وقابليته لتصديق الحقائق): إننا اتعمل فينا مقلب كبير اسمه تنحي مبارك  وتسليم سلطه إدارة البلاد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة..لكن للأسف ليس هناك بديل متاح. إذا نظرنا إلى العام ونصف العام الماضيين سنكتشف أن الشعب المصري أوشك على التمرد الكامل على الإنقياد لنظرية عدم الاتساق المعرفي…بالرغم من أنه لم يستطع بعد الإطاحة بنظام مبارك…لكنها نقطه تحسب للشعب وخطوه جيده في الوصول بالثوره لبر الأمان…يمكن المحاولات المستميته للتغلب على فخ عدم الاتساق المعرفي
Cognitive Dissonance
 هي اللي فعلا مخليانا قادرين نصمد لحد دلوقت.


نظرية عدم الاتساق المعرفي هي طريقه لتشكيل وعي الجماهير/الجموع/الشعب…ببساطه النظريه بتقول ان الإنسان عنده ميل طبيعي لبلوغ حالة اتساق معرفي..بمعنى إن رد فعله لما يحدث حوله يكون متسق مع مبادئه. عدم الاتساق المعرفي بيحصل لما مبدأ من ضمن قناعاته بيخالف الواقع نتيجة حاجة حصلت…يعني مثلا: الجيش وظيفته حماية الدوله…"معلومه" لن يختلف عليها اثنين من سكان أرض الكوكب…ثم يحدث أن يتورط أفراد الجيش ومركباتهم في قتل متظاهرين…دي اللحظه اللي بيحصل فيها عدم اتساق معرفي…المعلومه الأصليه "الجيش بيحمي المواطنين" بتتصارع مع الموقف اللي حصل "الجيش بيعتدي على المواطنين"..في المواقف المماثله من يتحكم في الإعلام يحاول السيطره على رد فعل الجماهير..الإنسان مابيكونش عنده حلول كتير للوصول لحالة الاتزان/الاتساق المعرفي
- الإنكار: ده ماحصلش أصلا…الجيش مستحيل يعمل كده…دول إخوان وحماس وكائنات فضائيه لابسين جيش --->الطرفين مجني عليهم
- تبرير الفعل/ مهاجمة الضحية: إيه اللي وداها هناك؟ أكيد المتظاهرين اعتدوا على الجيش الأول---> يستاهلوا
- تعديل القناعات الشخصيه: الجيش اللي بيحمي المواطنين اعتدي عليهم ---> ثم قرار برد فعل ما


أول ما بيحصل موقف زي ده وسائل الإعلام المملوكه للدوله كلها بتتجه نحو مساعده المواطن في إنكار الحدث…ولو فشلوا (بظهور أدله دامغه زي الفيديوهات والصور…الخ)…ساعتها بتبدأ تساعد المواطن علي خداع نفسه بمهاجمة الضحية: تبرير الفعل…وطبعا بيضاف عليهم مجهود مستميت من كل من له مصلحة من السلطه القائمه إنه يتبع نفس المنهج إما الإنكار أو لوم الضحية لتجنب تعديل المواطن لقناعاته مما يستلزم رد فعل (التظاهر أو الاعتصام أو ممارسه العنف بشكل من الأشكال---> ردود فعل ثورية).


ده بالزبط اللي بيحصل من أول يوم…وده بالزبط اللي نجحنا في تجاوزه إلى حد كبير ومابقيناش بننخدع بيه أو على الأقل بنكتشف الخدعة بسرعة…وده أهم مكسب من مكاسب الثوره: السلطه فقدت جزء كبير من قدرتها على تشكيل وعي المواطن وبالتالي فقدت جزء كبير من القدره على التحكم في رد فعله.


يوم ٢٥ يناير ٢٠١٢ بعد عام من الخداع الجمعي بإن: الشعب كره الثوره خلاص وقابل العسكر في سدة الحكم. فوجئنا بكافة المحافظات التي انتفضت ضد مبارك بتهتف في وقت واحد: يسقط يسقط حكم العسكر. من ضمن المحافظات اللي قام فيها مظاهرات حاشده اليوم ده ٤ محافظات لم تتحرك طوال الـ ١٨ يوم، أذكر منهم المنيا وأسيوط.


وبالرغم من أن الكتله الثوريه فقدت جزء كبير من قدرتها على الحشد الجماهيري إلا أن الجماهير أثبتت إنها قادرة على اتخاذ رد الفعل بشكل غير مفهوم: التظاهرات العظيمه في العديد من المحافظات عقب إعلان الحكم التافه ضد مبارك وبراءة مساعدي وزير الداخلية. يومها تظاهر المواطنون في الشوارع دون حاجة إلى الحشد في حين أنه لم يحرك ساكنا عند حل مجلس الشعب الذي فقد ثقة ناخبيه. وظهر فقدان الثقه في الإسلاميين المسيطرين على أغلبية مجلس الشعب في انتخابات الرئاسه حيث فقد الإخوان المسلمون حوالي ٤٠٪ من قدرتهم على الحشد الجماهيري الانتخابي.


والنهارده وإحنا خلاص علي وشك استقبال رئيس جديد بنكتشف إن الشعب قابل علي مضض مرشحي الجولة الثانية. فنسبة كبيرة من الناخبين لا أعرف قدرها ولكني أعلم أنها نسبة يعتد بها: عاصرين على نفسهم ليمون في اختيار أحدهم كرهاً للآخر وليس عن قناعه بمن ينتخبه. والنتيجة إن المواطنين البسطاء بيتناقشوا في صلاحيات الرئيس ومتبرمين من صدور إعلان دستوري مكمل يأتيهم بطرطور في سدة الحكم عوضا عن رئيس خصمت تكاليف الانتخابات اللتي أتت به من جيوبهم.


المحصلة النهائية: الشعب المصري مدرك تماما أن الثورة قامت ضد الحكم العسكري لمصر وليس شخص مبارك ولكنه لم يوفق لإيجاد بديل بعد لأنه يرفض استبدال ثعالب العسكر بثعالب تتحدث بإسم الله أو ثعالب تتحدث بإسم الدولة المدنيه. ولحين إيجاد البديل المناسب سيظل الشعب يكافح بطريقته الثعالب الموجوده على الساحة مهما غيرت أثوابها.


*عنوان المقال مقتبس من أغنيه لفؤاد المهندس من فيلم العتبه جزاز متقمصا شخصية فرافيرو المنقذ يغنينا: مافيش كارثه؟ مافيش نايبه؟ مافيش تعلب..عمل مقلب؟ دانا خالي شغل بقالي يومين.

3 comments:

احمد المهدى said...

عزيزتى المتألقة دائما
بداية احييك على قدرتك على التحليل للأحداث والأمور وأشاركك الرأى ان من تولوا الأمور استغلوا كل ميكانيزمات الدفاع الأنسانى لدى المواطن المصرى البسيط ولعبت دور معكوس فبدلا من أن تقوم بدور تكوين الرأى أتخذت سبيلا أخر وهو توجيه الرأى وشتان بين المهمتين وذلك لكى يتم تبرير أى فعل غير اخلاقى يتنافى مع نبل مبادئ الثورة .كذلك دأبت على على افتعال الأزمات والمشاكل الحياتية التى يظهر تأثيرها على البسطاءالذين لايملكون قوت يومهم وهم يمثلون نسبة كبيرة فى مجتمعنا مما جعلهم يكفرون بمبادئ الثورة او تراجع درجة ايمانهم بها لمسافة كبيرة وذلك سهل لمن بيده دفة الامور مهمته فى السيطرة على الرأى العام فى الشارع . وهذا أثر بلا شك فى اختياراتهم فى الانتخابات خاصة انها افرزت شخصيات اشك فى درجة قبولهم بصفة عامة فى الشارع فضلا عن توجهاتهم وولائتهم فكان الأختيار بين الأقل خطرا والأقل ضررا هذافضلا عن تراجع القوى الوطنية الحقبقبة الى خلفية المشهد السياسى فى مصر مفضلة الا تكون شريك فى المشهد الذى كانت تستحق مصر افضل منه كثيرا

Entrümpelung wien said...

Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen

Umzug Wien said...

Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)