6 Mar 2012

الحقائق المفجعة

طول الوقت واحنا بنراوغ انفسنا...مش عايزين ننطق الحقيقه اللي احنا عارفينها كويس....عشان الحقيقه مش هتكتمل إلا لما ننطقها...وساعتها بس هنحس بالفجيعة

طول الوقت وانا بتكلم عن مينا...بس أبدا لم استخدم مفردة لغوية تفيد معنى الموت...قبل مينا...بعد مينا...يوم مينا...حاولت مره إقول قبل استشهاد مينا...اتلجلجت كتير اتلعثمت في نطق كلمه "استشهد"...مكنتش فعلا عارفه انطقها! ولا حد فينا كان قادر يسعها من التاني...كل ماتيجي سيرته عينينا تزوغ من بعض واحنا بنتكلم...مع اننا بنكون بنحكي ذكريات مبهجة...يمكن عشان كده تحديدا مابنقدرش نستحمل اننا نقول ان نسمع: قبل مينا ما يتقتل....بعد مينا ماتقتل...يوم لما مينا اتقتل

مراوغتنا وتجنبنا لاستخدام المفردات عمره ما بينفي حقيقه ان مينا مات...مات مقتول...مينا مات بقتول برصاص الجيش بتاعنا اللي جزء من ضرايبنا بيتصرف على تسليحة...الرصاصه اللي فرتكت رئة مينا وكبده انا مشاركة في فلوسها...الحقيقه دي كانت كفيله اني افقد ادني رغبه في الشغل لفتره...عشان مش عايزه ادفع ضرايب...ومش عايزه حد تاني يتقتل برصاص فلوسه من جيبي...بس الحل مش اني ابطل اشتغل...الحل اني مامسكش السلاح لناس ماتعرفش قيمة أرواح الناس...والأهم من ده ان اللي قتل لازم يتحاسب

مينا اتقتل يوم أحداث ماسبيرو...مات برصاصه فرتكت اعضاؤه الداخلية...الطريقه اللي مات بيها مكانتش ابشع ميته في اليوم ده...على الأقل مينا كانت جثته سليمه ظاهريا مكانش فيها عضو ناقص او مفصول زي كتير غيره من اللي دهستهم المدرعات يومها...الي حصل كان مأسوي ومفجع بكل المقاييس..بس إحنا للأسف مكانش عندنا وقت نحزن بشكل كافي...ماعرفناش نزعل ف يمحمد محمود...وبقينا زي الميتين مش حاسين بأي حاجة...في حاجة ماتت فينا في ماسبيرو وحاجة تانيه ماتت في محمد محمود...يمكن الأفضل اننا نحاول دلوقت نحزن الحزن اللي ماحزناهوش عشان مانطقش من جنابنا....وأول خطوه نعملها إننا لازم نقر بالحقيقة...

مينا صديقي مات مقتول برصاص الجيش اللي جزء من ضرايبي بيروح لتسليحة!

4 comments:

fateimad said...

حاسه بيكي قوي يامينو حاسه قوي بمشاعرك فكرتيني بوفاه والدتي لما اتوفت وهي في نفس عمري الان لكنهاكانت قويه وصحيحه البدن وجاءت عربه طائشه قتلتها كانت امي توصيني بأنيي ابنتها الوحيده ولابد ان اقف ع غسلهاعندما تموت كلام كتير كنت اضحك ولا آخذه محمل الجد حتي جاءت اللحظه الفاصله التي لابد ان انفذ الوصيه كتمت كل مشاعري اواتكتمت لا اعرف جف الدمع في مقائيي قفل زوري فلم اقدر ع اكل وقمت بمهمتي وحاولت ان استعيد نفسي ايام وايام وشهور اخرج من طبيبه النساء لطبيب الباطن ثم اصلي واصلي حتي انتشلني الله بعد سته اشهر تقريبا لاولادي وبيتي وزوجي دارت بيا الحياه لم ولن انسي امي مطلقا حتي عندما رايت صوره خالد سعيد مقتولا كأنني رايتها مدهوسه بالعربه الطائشه لكن كما قال المتنبي نسرق الشوق في الجيوب حياءا وبنا مابنا من الاشواق

umzug wien said...

اللهم ولى من يصلح

Entrümpelung said...

اللهم ولى امورنا خيرنا ولا تولى امورنا شرارنا .... :)

Räumung wien said...

يارب سلم ... سلم