19 Jan 2009

وحده يمشى على ساقين هزيلتين... يهرب من نهاره ويختبى من ليله داخل غلاله رقيقه من النكات... لكن رحي العقل لا تكف عن الدوران فى اتجاهات مختلفه... ولا يسكن الوخز فى الجانب الأيسر من الصدر... صحيح انه لا يعانى من علة ما في القلب... ولكن الوخز لا يتوقف... مع كل وخزة... يستيقظ حنين قديم... لأشخاص رحلت وأيام خلت...
وحيدا... ليس مئتنسا كما يحب أن يبدو... ربما تظن أنه يعاني حد الموت... لكن الموت هو آخر ما يريده الآن... لكنه لا يستطيع الاعتماد على ساقيه ليخطو خطوة واحده نحو غد آخر... ولا يستطيع أن يمنع وخز فى قلبه.
غاية ما يأمله... ان تتناسق حركة رحي العقل... تسحق ما تسحق ،فذلك لم يعد يعنيه، لكن فى اتجاه واحد...
يظن دوما أن كأسا جديدا يمكنه ان يؤلف بين شقى الرحي... أو بين الصدر وأضلاعه... لكن مع كل كأس... تتحدر دمعه جديده علي وجهه المبتسم... تحفر شقا فى الخد... وتستقر في القلب لتوخزه من جديد...
وحده يمشى -يعدو أحيانا، يلهث دائما- لكنه مازال مستقرا فى مكانه... ثابتا كحصاه تتخبطها الأرجل فتقفز نافضه عنها التراب العالق بها... ثم تعود لتستقر من جديد... في المكان ذاته لتكسوها نفس حبات التراب...