17 May 2008

من صفعك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر.. فللكون رب... ربى هو ربك ورب العالمين... وكما أن خدى الأيمن والأيسر سواء فإن خدى وبطن قدمى سواء... فاصفعنى ماشئت... فخير لى أن ينتقم لى ربى من أن أنتقم لنفسى... ولكن ذاك صعب... فالوجه كريم وبطن القدم أكرم... وكفى أكرم من أن يمس وجهك... وقلبى أكرم من أن يضمر لأحد سوء... والنفس مسكينه يرهقها الألم وغدر الأحبة والأعداء على السواء... والرب رحيم... وقادر... عفو ومنتقم... وأنا آدمية... لا تهن على نفسى... ولا أطيق الانتظار... فيارب رد عنى... فليس لى طاقة علي الانتقام... و نفسى ضعيفة... وكفى يحترق من فرط انتظاره للحظة يرد فيها الصفعة... ونفسى تتألم من حريق الكف والوجه... وليس الوجه كالكف... ولكن الوجه كباطن القدم... فكلهم بعضى... فيارب سلم... قد صار كلي يحترق من فرط غضب أعمى عينى... ولكن بصيرتى لا زال يصلها قبس من نور... فيارب رد عنى بنور بصيرتى ماكتنف نفسى من ظلام الغضب...