21 Nov 2007

على رصيف القطار اتخذ مقعدا بين العابرين؛ يجلس بينهم فى الفة، فقد اعتاد الحياة كعابر دائم على كل الاشياء، فلم يعد يزعجه القدوم ولا يتمزق قلبه عند الرحيل... منذ زمن تشابهت كل الكراسى، وكل الاجساد التى تعتلى الكراسى، وكل القطارات التى تحمل الكراسى.. ومسارات القطارات واحده... فمهما اختلف الاتجاه فهو ابدا لا يصل الى غايته لأنه لم يكن له أبدا واحده... بلا حلم ولا ماض يجلس... يضع حقيبته جوار قدميه فى غير اكتراث فهو لم يعد يذكر ما تحويه...
أما هى.. فانها تراقبه فى احلامه كل ليلة لتجدد لعنتها الأزليه عليه وتصحو من نومها باكية... تكره لعناتها اللا إرادية التى تسحب الطرق من تحت اقدام من العابرين... تحاول كل ليلة ان تفتش عمن صب عليها لعنتها وكلما تظن انها وجدته تصب عليه اقسى لعناتها فتستحيل هيئته الى هيئة احد العابرين وتسمع ضحكته القاسيه تجلجل كالعويل حتى تصم اذنيها او تكاد...