25 Aug 2007

لم يكن يوما المشى نحو السراب من ضمن الاحتمالات... فلم يكن ابدا بامكانى تعقب مالا استطيع ان اراه بأطراف اصابعى... فكل الاشياء دوما يمكن حسابها بمعادلات رياضية بسيطه... واحد زائد واحد بيساوى اتنين.. ودراعى اللى يوجعنى اقطعه... واذا غلى على الشىء تركته... ولا شىء لا يمكن الاستغناء عنه... لا أحد يستحق... ولا شىء يستحق... لا شوق.. لا حب... لا حنين... لا اتعلق بأحد حتى ولا نفسى او حياتى فكل الى زوال... ولتذهب كل الاشيء الى الجحيم... وسيب النعجة يا خروف... وبالرغم من ذلك لم اتخلى يوما عن محاولة تحقيق الاحلام التى كنت أظن اننى اقبض عليها بكفى...الا اننى اكتشف اليوم انى قد اصابنى العَجز والعَجَز ايضا... شِخت بدون مبرر... وارهقتنى محاولات المشى فوق المسامير التى تخز القدم دون ان تدميها.. واكتشف ايضا اننى لم اتحرك سوى خطوة واحده الى الامام... خطوة قصيره اشبه بإزاحة التململ فى المكان... اطمئن نفسى بأننى لم اضع الوقت ولكننى افشل تماما فى تذكر اين اختفى الوقت الماضى... ولم استطع معرفة اين تهت من طريق احلامى... ولكننى اعلم تماما اننى لم امض يوما نحو السراب... ربما لأننى فى الاغلب كنت دوما انتظر من السراب أن يأتى...
الآن، والآن فقط... استطيع ان اتمدد فوق فراشى... فراش من المسامير... لن تؤلمنى... على الأرجح... فان كنت قد تعلمت شىء فاعتقد انه التالى... عند توزيع نفس مقدار الالم على كل المساحات المتساوية المتاحه فان الألم يعادل نفسه ويصبح فى حكم الغير موجود... يصبح الألم محايد... انه الاتزان... واذا وضعنا فى الاعتبار ان المسامير فى الاساس وهميه... واننى ايضا وهميه... والواقع الوحيد هو سقف الغرفه... يمكننا وقتها فقط ان ندرك حجم المأساه التى اعتقد انى اعيشها والتى يمكن ايضا ان تكن هى الأخرى وهمية...