8 Aug 2006

كالعاده...

قاتلة هى تلك الكلمه... كالعاده... عندما تفقد كل الاشياء والاشخاص بريقها لتتحول الى عادة.. حتى انبهارنا بالاشياء الجديدة واستقبالنا لها بأياد ملهوفة وانفاس مبهورة واحداق واسعه... مجرد عادة اخرى تسبب الملل.. حتى كسرك للعادات قد يصبح عادة.. عادة واخرى.. تتجمع لتشكل روتينا بغيضا لحياتك الممله.. ثم كالعادة ايضا تبدأ فى البحث عن شىء جديد تستطلع ابعاده وتسبر اغواره حتى تعتاد على تفاصيله الصغيره فتتلاشى تدريجيا ليبدو مسطحا.. مجردا.. خال من اى معنى.. وتخف تدرجيا حدة المشاعر التى يولدها فيك... ليصبح مجرد عادة وتصبح ردود افعالك تجاهه ميكانيكيه بحته لانها صارت جزءا من الروتين.. او ربما صارت عادة هى الاخرى.... وبالرغم من الملل الذى تسببه العادات الا انها علامة صحية.. فهى تسبب نوع من الاستقرار النفسى... فانسان بلا عادات هو انسان غير مستقر كالحجر الدائر.. لا ينبت عليه العشب.. ربما العادات ليست بغيضة كل البغض.. ولكنها تثير حنقى دوما... لأننى اكره ان اتحول عادة فى حياة الآخرين لأننى اكره ان يستحيل الاشتياق الى مجرد افتقاد.. فالانسان يشتاق الى مايحب ويفتقد ماعتاد عليه... ربما لهذا لا اقترب ابدا من احد بالقدر الكافى.. فقط لكى تظل حبال الشوق ممدودة وتزداد ابتسامات اللقاء اتساعا واحضان الوداعات دفئا.. ربما قيس ليلى لم يجن من فرط الشوق وانما جن من فرط الافتقاد... ربما لهذا لا احب ان اقترب من احد بالقدر الكافى لاننى ان احتملت الشوق اخشى الا احتمل الافتقاد....
ربما اذا ان الحياة كحجر دائر افضل.. فانها وان كانت مرهقه الا انها اقل الما... فلا احد ينبت عشبا فى قلبك ولا انت تنبت عشبا على قلب احد.. وان تموت شوقا افضل من ان تموت اعتيادا.. اللعنه... من الذى اقّر بأن هذه حقائق!!!! ... انه فقط المطنق الجبن الذى يبثه فى نفسى عقلى الباطن حتى استطيع احتمال حياتى كحجر دائر.. فمن سيترك حياته كما هى ان كان مقتنعا تماما انها بغيضه... تلك هى الحكمة من وجود العقل اللا واعى.. ان يطمئنك دائما ان حياتك اروع مايكون... على كل.. ما اقره العقل الواعى ان الموت فى كل الاحوال له نفس المذاق.. فمت شوقا.. او مت اعتيادا.. ففى النهاية انت ميت ميت لا محالة