6 Mar 2006

محاولة اغتيال

تتعرض حجرتى المسكينه دوما لمحاولات اغتيال كلما غبت عنها من وقت لآخر بحجه مايسميه الآخرون " تنضيف الزريبه اللى انتى قاعده فيها".... قال محمود درويش يوما الفوضى نظام لا تدركه العيون الرتيبه.. فما ذنبى انا اذا كانت ذاكرتى البصريه لا تعمل الا فى حالة كسر القواعد البصرية التى يفرضها على النظام الرتيب الممل.. من المحال ان اعرف اماكن اشيائى اذا كانت مرتبه على يد اخرين ولكن من السهل على ذاكرتى البصريه ان تسعفنى اذا اردت ان اجد شيء القيته على ارض الغرفه منذ اسبوع ثم واكبت القاء الاشياء الاخرى فوقه فيما يعتقده الاخرين غير اكتراث واقتنع انا بانه نظام.. ماذنبى انا اذا كان نظام غرفتى يشبه نظام حياتى.. مشتت ممزق متناثر الاجزاء... لم اجد ابدا اية متعه فى ترتيب اى شىء الا لكى اعيد ترتيبه بطريقتى الخاصه وافسد نظامه الممل.. لم تكن سعادتى كطفله تكمن فى تركيب قطع الليجو فوق بعضها البعض وانما كانت نشوتى فى ان اقفز فوقها او اديها شلوت فتتناثر فى ارجاء الغرفه واعود الملمها من جديد لأفرق شملها... ربما لأن الاشياء المرتبه المصفوفه تشعرنى بالوحده وبأننى اقف فى وسطها كيان شاذ غير مرتب ولا مصفوف.. وحيد.. بارد... لا يجد امثاله فيصطف معهم... ولان ذكرياتى كلها اشياء تافهه في نظر الآخرين فإن حجرتى دوما تمتلىء بما يعتقده الآخرين خليق بصندوق الزباله... لا ادرى اى الاشياء اكثر عبطا.. هل ان ابكى من اشتياقى لأحدهم؟... ام ان اشتاق؟.. ام ان اتذكر دموعى تلك؟... ام ان احتفظ بمنديلا لملمت فيه هذه الدموع؟؟؟......منديلا ابيضا مكرمشا يلقونه فى سلة المهملات بغير اكتراث ربما ببعض القرف ايضا ظنا منهم انه يحتوى على برابيرى المقدسه.. ليت انه من الممكن القاء الألم فى سلة المهملات بهذه السهولة....
ربما يوما يكفوا عن ملامتى لعدم التنظيم والترتيب كما يرونه اذا نحجوا يوما فى اقناعى ان الملابس اكثر اهمية من الكتب فاضع ملابسى فى الدولاب وكتبى على الارض... او ربما ينجح احدهم يوما فى لملمة شتات نفسى من جنبات جسدى الضيق فاستطيع وقتها لملمة مجتويات غرفتى من جنبات الغرفة الضيقه.. ربما يستطيع احدهم يوما ان يقمع الثورات فى داخلى التى لا تهدأ.. وربما يستطيع احدهم ان يقنعنى ان مكانى الطبيعى ليس على طرف الكرسى الذى اجلس عليه.. وانه لا داعى للسير بخطوات سريعه ولا للحديث بصوت مرتفع... ربما يقنعنى احدهم يوما انه من الافضل ان احشر جسدى فى ثياب اكثر ضيقا وباننى لا يجب ان اجلس متربعة الساقين وبأن الانسان ليس أصله قنبله توشك على الانفجار.. ربما يستطيع احدهم ان يقنعنى يوما بأننى لا يجب ان اكون انا... او ربما يستطيع احدهم يوما ان يقنعنى انه من الاجدر بى الا اتنفس..

No comments: