3 Feb 2006

عروس البحر

يلسعني البرد في اخر الليل علي شاطيء البحر.. المح ظلا على الشاطىء فاختبىء خلف كتله صخريه لاتبين كنه الظل... ادقق النظر قليلا فأرى الظل انثى. ذات شعر طويل مموج وترتدى على رأسها تاجا ذو فصوص براقه مصنوع من احجار لا اعلم لها اسما.. اما بقيه جسدها فهو شبه عار الا من رداء غريب لايكاد يغطى صدرها ونصفها السفلى تغطيه امواج الشاطىء فلا استبينه جيدا.... اسمع حفيف خطوات فاتاكد من اننى مختفٍ تماما خلف الصخره... يظهر رجلا يخطو بثقه متجها نحوها يجلس بجوارها صامتا... تشعر بوجوده فتبتسم وتتحسس وجهه بهدوء كما يفعل المكفوفين ونظراتها معلقه فى الفراغ... ثم تقبله فى شفتيه... يتناجيان لساعات طوال وانا ارقبهم فى هدوء الى ان انصرف الرجل.. عندها استدارت فى جلستها ليبدو لى نصفها السفلى المخبا فى الماء فاتسمر مكانى من الدهشه. انها عروس البحر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!. تغطس فى الماء بهدوء وتتركنى اسير دهشتى...
يوقظنى ضوء الفجر المقتحم عينى فى قسوه لاجد نفسى مكوما خلف نفس الصخره.. استرجع ذكريات الليلة الماضية فانتهى الى انه كان حلما.... يمر يومى بلا احداث مهمه تخرج عقلى من التفكير فى احداث حلم الليلة السابقه.... ظللت ساهرا طوال الليل خلف نفس الصخره لعدة ليالٍ متواليه فلم ار احدا فأيقنت بعد الليلة الرابعة انه كان حلما... لا ادر كم من الليالى مرت حتى تكرر نفس الحلم مرة ثانيه وثالثه ورابعة... اللعنه.. لابد وان الخرف قد اصاب ذهنى.... لم اجروء ان احدّث احدا عما اراه فى الليل فمن سيصدق بوجود عروس البحر.. لكننى صرت الان موقنا ان ما اراه حقيقة واقعه لا مراء فيها.. فقد حدث منذ حوالى اسبوع ان رجلها الغامض لم يأت.. وتكرر انتظارها له فى عده ليال وكل ليلة لا يأت .. وفى كل ليلة تترك له على الشاطىء ورده قبل ان تنصرف... وهاهى الوردات الثلاث بين يدى.. كلا ليس هذا بحلم او تخريف.. ولكى اتأكد تماما ساذهب اليها اذا لم يأت رجلها الغامض واستطلع حقيقه الامر... انتظرت حتى اتى الوقت المعتاد وذهبت الى الصخره وانتظرتها الى ان ظهرت ومر الوقت دون ان يأتِ رجلها الغامض... لم يعد من المنطقى ان يظهر الآن.. فاستجمعت شجاعتى وذهبت اليها.. انتفضت عندما سمعت حفيف خطواتى على الرمال وهتفت فى لهفه" حسن؟؟؟؟؟؟". اجبتها بالنفى فأجفلت.. قلت لها بأننى حارس هذا الشاطىء واننى اراها كل ليله تنتظر رجلا لا يأتى... فاخبرتنى بانها ابنه ملك البحار وحدث يوما ان غرق مركبا وانها انقذت واحدا من ركابها وكان هو هذا الرجل الذى يأتيها كل ليلة.. وقد وعدها بالزواج ووافق اباها..وأنه قد كان من المفترض ان يتم زفافهما فى اول ليله لم يأت فيها.. وقد اعدت مراسم العرس فى قاع البحر ولكنه لم يأت.. وهى لا تعلم ماحدث له.. وفى كل ليله تخرج للقياه ولكنه لا يأتِ.... فرق قلبى لها ولحالها واردت ان احطم وجه هذا الندل.. فمن يكسر قلب انثى لها مثل هاتيك العينان حتى وان كانت مكفوفه.. ظللت اواسيها حتى اشرقت الشمس وافترقنا عندما غالبها النعاس.. صرت اؤنسها كل ليله وحبيبها الغائب لا يعود من غيابه.. وظللنا على هذه الحال لمدة طويله.. مدة كافيه لأن أغرق فى حبها واعدها بالزواج... وحينما جائت الليلة الموعوده تهيأت للقياها وذهبت... عندما اعود سأكمل بقية التفاصيل عن العرس وكيف جرى...
اقفل حارس الشاطىء دفتر يوميات الحارس السابق له فقد التحق بالعمل عوضا عنه بعد ان وجدت جثته طافيه على شاطىء البحر ولم يعلم احدا كيف غرق... وفى الليل سمع صوتا شجيا يغنى فذهب ليستطلع الامر.. ليجد انثى. ذات شعر طويل مموج وترتدى على رأسها تاجا ذو فصوص براقه مصنوع من احجار لا يعلم لها اسما.. اما بقيه جسدها فهو شبه عار الا من رداء غريب لايكاد يغطى صدرها ونصفها السفلى تغطيه امواج الشاطىء فلا يستبينه جيدا.... وعندم يقترب منها تتوقف عن الغناء وتهتف فى لهفه " حسن؟؟؟؟؟؟؟"... فيجلس بجوارها ليستطلع امرها......... فتحكى له عن حسن الذى وعدها بالزواج ولم يأتِ ابدا... وظلا يلتقيان كل ليله....
حتى حدث ان وجدت جثته طافيه على الماء ذات صباح... وبعد ان وجدت جثة الحارس العاشر اقفل الشاطىء تماما ولم يعد حارسا يبيت ليلا هناك بعد ان ذاع امر عروس البحر التى تنتظر حسن الذى لا يأتِ وكل من ذهب اليها سواه يغرق