10 May 2005

الحافة

اليك....... انت...... ايها القابع على الحافه... الى متى؟

قال لى كفى وتسمر على مقعده..... اختلست بضعة نظرات لوجهه المحمر وانصرفت وتعجبت لهذا الذى لا يفقد اعصابه ولو لمره كيف يحيا........ الا يشعر مثلى بحاجه الى الصراخ؟؟؟؟؟ الا تدمع عينيه احيانا من فرط الغضب؟؟... سائلت نفسى لماذا يصر دوما على القراءه اثناء تناول وجبته اتراه يتلهى بها عن طعامه؟... ام يتلهى عن طعامه بها؟؟......


ام يتلهى بالاثنان عن افكاره والطنين فى اذنيه الذى كاد ان يفلق رأسه المحمر من فرط الانفعال.... اذنيه ايضا فى غايه الاحمرار... فى الاغلب بسبب ارتفاع فى ضغط الدم... لعله يعانى من صداع بسبب ذلك...... كم اكره الصداع الذى يسببه ارتفاع الضغط ..... لا استطيع بسببه احيانا الرؤيه بوضوح..... اتجول قليلا فى المكان فليس لدى الكثير من العمل، اقابل زميله لى تتجاذب معى اطراف الحديث......... اراه خلف نغبشه الزجاج يذرع الغرفه جيئةً وذهابا متحدثا فى هاتفه الجوال......... كدت ان اضحك متذكره عم دهب فى احد اقاصيصه وهو يفعل نفس الشىء حتى تآكلت أرضية مكتبه....... انه دوما هكذا على الحافه..... حافة الراحة او حافه الانهيار... كبركان فى حالة فوران دائم لا يكاد يستقر حد يثور ولا يكاد يثور حتى يأخذ فى الفتور..... ولكنه لا يصل ابدا الى حالة الفتور الكامل او الثورة الكامله... لابد وان يكون ذلك مرهقا جدا.. ان لا يصل الانسان الى اقصى انفعالاته لابد وان يكون غير محتمل..... تمنيت لو افتح الباب والكمه فى انفه لعله يثور فى وجهى قليلا.. او كثيرا..... فقط ليصل الى ذروة انفعاله ثم يهدا الى ان يصل الى منتهى الهدوء...... ذهبت الى مكتبى ولملمت اشيائى... القيت بعض التحايا فى الطريق للخارج...... طرقت بابه ودخلت فقط لاطمئن عليه... وددت لو انه صرخ فى وجهى.... ولكنى وجدت حمرة وجهه ذوت قليلا وارتخت عيناه قليلا متكئا على مرفقه الايمن قليلا ويتحدث بهدوء لا يخل من الانفعال..... لابد وان تكن اذن نهله..... فلا احد سواها له هذا التأثير البلسمى على الغضب...... سواها...... يمكنها ان تجذب ابا الغضب نفسه من نفسه حتى يستحيل ابا النوم.......وددت لو قبلتها الف قبله.. ودعتهما وانصرفت............



تلك الاسطر الحمقاء كتبتها عنك بالامس واليك الان اسطر سطورا اخرى ربما تكون اكثر حماقه... فليس اكثر حمقا من القصص التى لا تقرأ سوى الرسائل التى اكتبها الى سله المهملات.....................
اليك يا سلة المهملات اكتب رساله....... لا ادر من اين ابدا ولا اين انتهى ..... نبدا من وجباتك التى تلتهمها بين الاحرف وانت جالس على طرف المقعد كانما تريد ان تفر........ وددت الف مره ان اخبرك الا تقرا وانت تاكل والا تفكر وانت تأكل..... وددت لو اعلمك كيف تاكل...... كيف تسترخى على كرسيك الصغير وتمضغ لقيماتك على مهل فلن يضير الكون يضع دقائق تسكن فيها كى تاكل.... لن تكف الارض عن الدوران لو توقفت بضعة دقائق عن التفكير كى تسترخى وانت تمضغ..... بضعة دقائق تنفرد بها مع طبقك وانفاسك ولا شىء آخر... تهرب فيها من هاتفك المحمول ومن الاحرف والكلمات..... ومن نفسك... الا تستطيع ان تنخلع من ذاتك للحظات..... تغمض عينيك وتتنفس ...... لعلها اليوجا التى اثرت على ذهنى... ولكنى اعتقد انك بالفعل بحاجه ماسه الى الاسترخاء.. قليل من اليوجا لن يضر والاغلب انه يسنفع. فلعلك بعدها تكف عن المشى بخطوات محمومه وانت على الهاتف......... كلما اراك تتحدث اضحك..... ليس منك.. ولكنى اضحك ممن يقولون انى اتحدث بكل جسدى فهم لم يروك......... فانت تتحدث باعصابك...... اشعر بنيران تستعر داخل راسك ...... خلف قسماتك المنمنمه التى اقسم الجميع انها لا تعبر عن شىء بالرغم من انى ارى الفصول الاربع تتعاقب فى ثانيتين على وجهك..... ارى شموسا واقمار ونجوم....... برق ورعود ومواسم .... ازهار تتفتح وخريف يقصف اعمار الشجر فى عينيك المسكينتين...... لا ادر كيف يتحمل وجهك كل هذه الانفعالات........ ولا ادر كيف تعتقد انت انى لا ابصرك..... اتعتقد ان ذلك الجدار الابله يفصل بيننا وانى لا اراك الان خلف الجدار مختبىء داخل جسدك....... ان كنت لا ترانى من خلال الجدار فلن يدهشنى...... فانت لا ترانى حتى بغير وجود الجدار... وان كنت ترانى فانت لا تبصرنى كما قال الحلاج " ها انت ترانى لكن تخشى ان تبصرنى ".... فلتعلم يا سيدى العزيز فانى وان كنت لا اراك فليس اسهل على من ان ابصرك........ قد تكن كل كلماتى محض هراء ولا اساس لها من الواقع..... فى جميع الاحوال رسالتى مقرها سله المهملات..... تلك التى اكتظت برسائل لبشر كم ابصرتهم ولم يقدروا يوما ان يبصرونى....... قبل ان امزق الورقه اود ان اقول شىء آخر تافه...... ثر قليلا حتى تسكن

10 comments:

Anonymous said...

ها أنتِ وكما وكلّ صراخٍ تمارسين طقوسك في أقصى لحظات أنشغالي .. كيف الآن أبددني نحو إنفعالٍ مركز ثائر / أو حتى آخر خمولي وجداً فاتر .. لـا أعرف إلـاّ أن أناصف حالـاتي وأنتصف .. كي أوازن حدة الحواف عند تهورك والقائي بسلة مهملـاتك كما وتعتقدي بأنني فعلت . رغم أنني أكتفيت بالـإنصات لحدة الصراخ .. ووجدته لـا جديد / هو ذاته الصراخ ، وذات الـإنفعال ، وذات الضجيج .. وكأنك سيدتي تريدين تغيير القدر بكل هذه الـإنفعالـات المحبطة والرافعة لدرجات الضغط وتفوق مقاييس التشتت والـإخلـال بنظم البنكرياس وعوضاً عن فرز كلمات السكّر وألفاظ القصب والخيزران ، أجدني يا سيدتي أعاني من الدوالي .. هراء أنني لم أبصرك .. لقد فعلت ، لكنني أكتفيت كما وكل احمرار بأذني بالصمت الـأحمر .. ولـا أدري لمَ الـآن مزقت صمتي ... وثرت عوضاً عنه وجئت إليك أكتب ...

مشرقة سيدتي
الهـــارب
أيمن عرفة - السعودية

AZ said...

:) بارك الله........... رغم انها لم تكتب لك ولكنك اجبت فاوجعت :)

Anonymous said...

أيوه صح!

نسيت يا أمينة أن أجري التعديل على التعليق ، لكن أنقذت الموقف هنا
http://alfnet-sa.com/showthread.php?p=16#post16
[url=http://alfnet-sa.com/showthread.php?p=16#post16]أ.نت[/url]
تحياتي

AZ said...

:)

unknown said...

على القراءه اثناء تناول وجبته اتراه يتلهى بها عن طعامه؟... ام يتلهى عن طعامه
بها؟؟......
اعتقد ان ام تعبر عن التناقض
بس الجملتين بيدو نفس المعنى
انه يتلهى بالقراءه عن الطعام
مش كده ...........ولا إيه
لوووووووووووووووووووول

اما الكلمتين دول بقه حلوين اوىىىىىىىىى
..
..... ان كنت لا ترانى من خلال الجدار فلن يدهشنى .......
..فانت لا ترانى حتى بغير وجود الجدار... وان كنت ترانى فانت لا تبصرنى

على فكره كلماتك لذيذه وفيها انسياب

وتأكدى إن زى ما أنتى بتشعرى بناس بالرغم إنهم مش حاسين بده
فأكيد إن فيه ناس كتير بتشعر بيك دون أن تريهم
نحن لا ننظر إلا إلى من هم فى محور إهتمامنا
والباقى فى سله المهملات كما تقولين عن رسائلك


بس هو أخينا ده مش بيعمل حاجه تانيه غير الأكل والكلام فى التليفون!!!!!!!!!

مش عارفه ليه حسيت أنه شادى
لوووووووووووووووووول

AZ said...

يتلهى بها عن طعامه؟... ام يتلهى عن طعامه بها؟؟

يعنى بيشغل نفسه عن الاكل بالقراءه والا بيشغل نفس عن القراءه بالاكل

وبعدين حاسس ليه انه شادى ماهو شادى فعلا :)
والنهارده كل ماشوفه فى المكتب اسخبى منه واضحك عامله زى العيل الصغير اللى عامل عمله هىهىهىهىهىه

AZ said...

مانا عارفه اه ان اكيد فى ناس بيمروا فى حياة كل واحد بيبقوا بالنسباله زى الجن عارف انهم موجودين بس مش حاسس بوجودهم
بس انت عارف بقى اما القلم ياكل الواحد لازم يكتب :)
انا مش مضايقنى احساسى ده ما عادى فى ناس كتير كده بس فى نفس الوقت بعض الاحاسيس والافكار دى على قد ما هى دارجه ومعتاده الا انها ماده جيده للكتابه

unknown said...

طيب ولو حد من الى بتكتبى عنهم صدفه قرأ
هتحسى بأيه
لووووووووووووووووووول

AZ said...

ولا حاجه
كريم ومى بالفعل قرأوا ماكتبت عنهم وعن الباقيين :)
بس شادى لا :))

AZ said...

بيتهيالى شادى لو قرا الكلام ده هيرفدنى هىهىهى